نعى حزب الله في بيان رسمي، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، خورخي ماريو بيرغوليو، مقدّمًا التعازي إلى دولة الفاتيكان، وجميع أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وبشكل خاص إلى المسيحيين في لبنان والسفارة البابوية في بيروت. وجاء في البيان أن الراحل الكبير كان مؤمنًا بالسلام، ودعا إلى نبذ الحروب والدمار، وعمل بإيمانٍ عميق على ترسيخ قيم المحبة والتسامح وبناء الجسور بين الأديان والحضارات، من أجل إرساء ثقافة الحوار والتفاهم والعدالة بين الشعوب.
واعتبر حزب الله أن البابا فرنسيس شكّل نموذجًا رائدًا للحوار بين الأديان، من خلال لقاءاته البارزة مع المراجع الإسلامية في النجف الأشرف مع المرجع الديني السيد علي السيستاني، وفي الأزهر الشريف مع الإمام أحمد الطيب، وهي محطات وصفها البيان بأنها "أطلقت شعلة المحبة ورسالة الأخوّة الإنسانية"، وساهمت في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية العابرة للطوائف والانتماءات.
وشدد البيان على أن البابا فرنسيس، حتى اللحظات الأخيرة من حياته، لم يتردّد في إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث كان من أبرز الأصوات العالمية التي ندّدت بالمجازر الإسرائيلية، وطالبت بوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، إلى السكان المحاصرين في القطاع. وأشار الحزب إلى أن البابا لم يكتفِ بالمواقف الخطابية، بل اعترف رسميًا بدولة فلسطين، ووقف بثبات إلى جانب القضية الفلسطينية، مدافعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، ما يجعله ـ حسب البيان ـ "نصيرًا حقيقيًا للعدالة والإنسانية في وجه الظلم الإسرائيلي المدعوم أميركيًا".
كذلك، لم ينسَ البيان التذكير بمواقف البابا الداعمة للبنان، في محطّات دقيقة من تاريخه المعاصر، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والعدوان الإسرائيلي. وكان البابا قد وصف لبنان بأنه "رسالة لها معنى كبير"، في تأكيد على رمزية العيش المشترك والوحدة الوطنية، وهو التعبير الذي تبنّاه اللبنانيون من مختلف الطوائف، وشكّل مصدر إلهام في مواجهة الانقسام والفراغ السياسي. وفي ختام بيانه، دعا حزب الله اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم إلى استذكار حكمة البابا فرنسيس وكلماته التي شدّدت على أهمية الوحدة الوطنية، واعتبر أن تلك القيم يجب أن تكون منارة تُهتدى بها في مواجهة التحديات ومحاولات زرع الفتن والانقسامات، بما يحفظ السلم الأهلي ويعزّز التماسك الداخلي في ظلّ الأزمات المتلاحقة.