أسف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، لما وصفه بمحاولات متصاعدة لـ"جعل ثقافة الاستسلام هي الثقافة السائدة في الوطن العربي ولبنان"، معتبرًا أن هذه المحاولات تشمل التهوين من القضايا المصيرية، وخصوصًا القضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وصولًا إلى تصوير التضحيات والمواقف الوطنية كأفعال عبثية.
وفي كلمة له خلال الحفل التأبيني لوالد النائب السابق أمين وهبي، في حسينية بلدة لبايا، بحضور حشد من العلماء والفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والبلدية والاختيارية، قال الخطيب: "هناك ميزانيات كبرى تُسخَّر لتكريس هذه الثقافة الاستسلامية في مجتمعاتنا، عبر وسائل إعلام تعمل على تسخيف القيم النضالية، والترويج لفكرة أن التنازل هو السبيل الوحيد لتفادي المواجهة".
وأكد سماحته أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية تلعب دورًا مشبوهًا في هذا السياق، مضيفًا: "خلف هذه الثقافة يقف العدو الإسرائيلي، وهي ليست محض اجتهاد محلي، بل جزء من مشروع متكامل يستهدف تجريدنا من كرامتنا وسلاحنا".
وفي ما يتعلق بسلاح المقاومة، توجّه العلامة الخطيب إلى مؤيديها ومعارضيها بالقول: "نتحدث بكل محبة، لكن الأمور لا تُعالج بهذه البساطة، عبر الإعلام والتسخيف. العدو الإسرائيلي لا يزال يقتل ويقصف، ولم يلتزم بأي قرار دولي، فيما بعض القوى الداخلية للأسف تقدم له التبريرات، وتتنكّر لدماء الشهداء، وللدمار الذي ألحقه بمدننا وقرانا".
وشدّد على أن "هذا الأسلوب لا يُعبّر عن وطنية، لأن التعامل مع القضايا المصيرية لا يجب أن يكون بهذا المستوى من الانقسام". وأضاف: "عندما يكون البلد مهدّدًا، يفترض بأبنائه التوحد، لا الانقسام".
وفي موقف لافت، انتقد الخطيب من يطالبون بنزع سلاح المقاومة، معتبرًا أنهم "يتجاوزون فخامة رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي رسم طريقًا للحل بحكمة وموضوعية، ويضغطون على الرئاسة والحكومة لتنفيذ أجنداتهم، وكأنهم وحدهم في هذا البلد".
وتابع قائلاً: "نحيي فخامة الرئيس الذي يرفض جرّ البلاد إلى الفوضى والانقسام، ويسعى لجمع اللبنانيين على طاولة الحوار. فمن كان يتحدث عن الدولة والسيادة، ها هي الفرصة اليوم لبناء الدولة، لا لضربها من الداخل".
وختم نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى كلمته بالدعوة إلى الحوار والتفاهم، مشددًا على أن "الدفع باتجاه مواجهة بين الدولة والمقاومة هو استخفاف بالشعب اللبناني وبدماء أبنائه، وهو مشروع فتنة لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي"، مضيفًا: "فلنتّحد جميعًا خلف مشروع الدولة، ولنحاور من أجل مصلحة لبنان، لا من أجل تصفية حسابات ضيقة".
الـــمــــزيــــــــــد
