رغم تصاعد التهديدات والمواقف المتشددة لمسؤولي "حزب الله" في الأيام الأخيرة، تظهر الرئاسة واثقة من إمكانية تحقيق تقدم في الحوار حول نزع سلاح الحزب، مؤكدة أن الطريق للحل سيكون عبر الحوار وليس بالقوة.
وفي تصريح خاص لـ"الشرق الأوسط"، أوضحت مصادر وزارية قريبة من رئاسة الجمهورية أن التصريحات الأخيرة لأمين عام "حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، تُعدّ من قبيل التناقضات، مشيرة إلى أن "لا أحد يهدد بنزع السلاح بالقوة"، وأكدت أن الحزب أبدى استعداداً للحوار، مطالباً في الوقت ذاته بعدم الضغط عليه في هذه المرحلة الحساسة.
وقالت المصادر: "التواصل سيستمر رغم التحديات؛ لأن من مصلحة الحزب، قبل أي طرف آخر، أن تكون هذه المرحلة هادئة".
من جانبها، أكدت مصادر رئاسة الحكومة لـ"الشرق الأوسط" أن الحكومة ماضية في تنفيذ البيان الوزاري، حيث تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة، لتأكيد سلطتها الكاملة على أراضيها وتثبيت الاستقرار.
وكان قاسم، قد أكد، مساء الجمعة، خلال كلمة متلفزة، أننا "صابرون بحكمة لأننا نعرف أن هناك توازناً في الخسائر والأرباح لكننا لا نبني على ذلك بل على الموقف والموقف مقاومة".
وأشار قاسم، إلى أن "هناك جهة واحدة وبعض الأصوات النشاز في لبنان يركزون على أن المشكلة الأساس سلاح المقاومة". وتابع، "سلاح المقاومة مرتبط حصراً بمواجهة العدو الإسرائيلي".
ولفت إلى أن "المشكلة الأولى في لبنان ليست سلاح المقاومة بل طرد الاحتلال الإسرائيلي". وقال: "نواجه الاحتلال بقوة الموقف والوحدة الوطنية وبناء الجيش وجاهزية المقاومة ولم ولن نستسلم".
وشدد قاسم على أننا "لسنا ضعفاء بل نحن أهل المواجهة والعزة والكرامة للأرض والإنسان". وأشار إلى أن "من يدعو لنزع سلاح المقاومة بالقوة يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي وهدفه الفتنة بين المقاومة والجيش".
واعتبر أن "الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني لن تحصل". واستكمل قاسم، "نحن لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله أو المقاومة وهذه الفكرة عليكم إزالتها من القاموس".
وأكد قاسم، أن "هذا السلاح هو دعامة للمقاومة وهو الذي حرر بلادنا وحمى سيادته".
وختم: "سنواجه من يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا وننصح بألا يلعب معنا أحد هذه اللعبة".