اقليمي ودولي

العربية
الأحد 20 نيسان 2025 - 07:55 العربية
العربية

بين واشنطن وطهران... المفاوضات تدخل مرحلة "الملفات الشائكة"

بين واشنطن وطهران... المفاوضات تدخل مرحلة "الملفات الشائكة"

أنهى الوفدان الإيراني والأميركي، أمس، الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة في العاصمة الإيطالية روما، وسط مؤشرات على تقدم تقني محدود وخلافات سياسية جوهرية حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني.


وترأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما قاد الجانب الأميركي مبعوث الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف. وعلى الرغم من غياب أي إعلان رسمي مشترك، أكد عراقجي في ختام الجولة أن فرقًا تقنية من الجانبين ستجتمع في الأيام المقبلة لمناقشة قضايا فنية، أبرزها سقف تخصيب اليورانيوم، وحجم المخزونات النووية، وآليات الرقابة والضمانات الدولية.


ويتركز النقاش حول ما إذا كانت طهران ستُمنح الحق في التخصيب عند مستوى 3.67% كما نصّ عليه الاتفاق النووي لعام 2015، أو ما إذا كانت واشنطن ستصرّ على تفكيك كامل لقدراتها النووية، حتى السلمية منها.


وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكا والتز، شدد سابقاً على ضرورة تفكيك المواقع النووية الإيرانية كافة، بما فيها منشآت التخصيب ومنظومة الصواريخ بعيدة المدى. إلا أن لهجة ويتكوف بدت أكثر مرونة، إذ صرّح في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن إيران "ليست بحاجة إلى تخصيب يتجاوز 3.67%"، قبل أن يصدر مكتبه لاحقاً موقفاً أكثر تشدداً يشير إلى تفكيك البرنامج النووي.


وفيما لم يُعلن أي من الجانبين تفاصيل دقيقة حول جلسة الأمس، وُصفت المحادثات بأنها "إيجابية"، بحسب مصادر دبلوماسية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة أن طهران أبدت استعدادها لخفض التخصيب إلى مستويات ما قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق، مع الحفاظ على حقها في تطوير الوقود لمحطات الطاقة النووية.


وفي موازاة ذلك، أصدرت سلطنة عُمان، التي تقوم بدور الوسيط، بياناً عن وزارة الخارجية أكدت فيه استعداد الطرفين للانتقال إلى "مرحلة جديدة" من المفاوضات، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم وملزم يضمن تخلي إيران عن السلاح النووي مقابل رفع العقوبات وضمان حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.


غير أن مصادر دبلوماسية نقلت لصحيفة وول ستريت جورنال أن الوفد الإيراني كان يستعد لتقديم سلسلة مقترحات جديدة، من بينها مطالبة واشنطن بضمانات بعدم الانسحاب مجددًا من أي اتفاق يتم التوصل إليه، كما حصل عام 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.


وترفض إيران أي ربط بين ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي، وتُصرّ على أن المحادثات تقتصر على رفع العقوبات والضمانات المرتبطة بالاتفاق النووي. واعتبر عراقجي، في تصريحات له يوم الجمعة الماضي، أن المطالب الأميركية "غير واقعية"، محذرًا من محاولة فرض شروط تستهدف "القدرات المدنية الإيرانية".


يُذكر أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كانت قد فشلت في التوصل إلى صيغة تفاهم مع طهران رغم جولات متعددة من التفاوض، بسبب رفضها تقديم ضمانات مستقبلية بعدم انسحاب أي رئيس أميركي لاحق من الاتفاق.


وبين ليونة تقنية وتشدد سياسي، يبدو أن محادثات روما قد فتحت نافذة حذرة على إمكانية استئناف التفاهم، في ظل تعقيدات إقليمية ودولية تتصاعد من غزة إلى الخليج.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة