قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، إنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بزيادة الضغط العسكري على حركة حماس، وذلك بعد أن رفضت الحركة الأسبوع الماضي اقتراحًا بهدنة مؤقتة، مطالبةً باتفاق شامل ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وفي خطاب متلفز ألقاه في وقت متأخر من ليل السبت، أشار نتنياهو إلى أن "رغم التكلفة الباهظة للحرب، فإن إسرائيل ليست أمامها أي خيار سوى مواصلة القتال من أجل وجودنا حتى تحقيق النصر الكامل"، وفق تعبيره.
ويأتي تصعيد التصريحات في ظل تعثر جهود الوسطاء المصريين لاستعادة اتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان قد أسفر في مرحلة سابقة عن إطلاق سراح 38 رهينة، قبل أن تنهار التهدئة بقرار من إسرائيل في الشهر الماضي.
وقالت حركة حماس إنها لن تُفرج عن أي رهائن إضافيين إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بالكامل. وكانت الحرب قد اندلعت في غزة عقب عملية نفذتها حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023.
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت حماس، السبت، أنها عثرت على أحد أفراد المجموعة المكلّفين بحراسة الرهينة الإسرائيلي الأميركي إيدان ألكسندر، جثةً هامدة بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت الموقع الأسبوع الماضي. ويُعتقد أن ألكسندر (21 عاماً)، وهو من ولاية نيوجيرسي الأميركية ويخدم في الجيش الإسرائيلي، هو آخر رهينة أميركي على قيد الحياة لا تزال حماس تحتجزه في غزة.
ورغم حساسية الملف، لم يأتِ نتنياهو على ذكر ألكسندر في خطابه، في وقتٍ قالت فيه حماس إنها فقدت الاتصال بالمجموعة التي كانت تحتجزه نتيجة القصف الإسرائيلي. وأوضحت أن الغارة ألحقت دمارًا كاملًا بالموقع، ما جعل تحديد مصير ألكسندر غير ممكن حتى اللحظة.
وكان المبعوث الأميركي آدم بولر قد أجرى في الشهر الماضي محادثات مباشرة مع قياديين في حماس لبحث سبل إطلاق سراح ألكسندر. وفي وقت سابق، قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس دونالد ترامب، إن مصير ألكسندر يمثّل "أولوية قصوى" للإدارة الأميركية.
وبحسب التقديرات، لا يزال 59 رهينة محتجزين في غزة، ويُعتقد أن أقل من نصفهم لا يزالون على قيد الحياة. وأفادت وزارة الصحة في غزة أن 50 فلسطينياً استُشهدوا، السبت، في سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على مختلف مناطق القطاع.
ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار الماضي، استأنفت إسرائيل هجومها الجوي والبري على القطاع، وفرضت عليه حصارًا شاملاً، ما أدى إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية وتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وفي المقابل، شدد متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية على ضرورة الإفراج الفوري عن ألكسندر وجميع الرهائن المتبقين، مؤكدًا أن "حماس تتحمّل كامل المسؤولية عن استمرار الحرب وتصعيد العمليات العسكرية"، وفق تصريحه.