اقليمي ودولي

العربية
السبت 19 نيسان 2025 - 19:47 العربية
العربية

"الضربة جاهزة"... إسرائيل قد تهاجم إيران رغم التحفّظ الأميركي

"الضربة جاهزة"... إسرائيل قد تهاجم إيران رغم التحفّظ الأميركي

قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن "إسرائيل" لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن واشنطن غير مستعدة حاليًا لدعم خطوة كهذه.


وأوضح المصدران أن المسؤولين الإسرائيليين جدّدوا تعهدهم بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، فيما شدّد نتنياهو على أن أي مفاوضات مع إيران يجب أن تؤدي إلى التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، معتبرًا أن عودة إيران إلى المفاوضات لا تعني التراجع عن الخيار العسكري إذا دعت الحاجة.


وتُعقد اليوم السبت جولة ثانية من المحادثات التمهيدية بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطنة عُمان، في العاصمة الإيطالية روما. وتأتي هذه المحادثات استكمالًا للقاءات أولية شهدتها مسقط في شباط الماضي، وشكّلت استئنافًا لمسار الوساطات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي بدأت عام 2023 بعد توقف مفاوضات فيينا.


وبحسب ما نقلته مصادر لرويترز، فقد اقترحت "إسرائيل" على إدارة ترامب سلسلة من السيناريوهات لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، بعضها وُضع على جدول التنفيذ في أواخر الربيع والصيف. وتشمل هذه الخطط مزيجًا من الغارات الجوية والعمليات الخاصة، بدرجات متفاوتة من الشدة، يُتوقّع أن تُعطّل قدرة طهران على استخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية لفترة قد تمتد لأشهر أو أكثر من عام.


صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد أفادت الأربعاء أن ترامب أبلغ نتنياهو، خلال اجتماع في البيت الأبيض مطلع نيسان، بأن الإدارة الأميركية تفضل إعطاء الأولوية للمسار الدبلوماسي، ولا تنوي دعم ضربة عسكرية في المدى القصير، في ظل الانشغال الأميركي بالملف الصيني وأمن تايوان.


لكن، وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن التقديرات داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية في "تل أبيب" باتت ترجّح إمكانية تنفيذ ضربة محدودة ضد إيران بوسائل لا تتطلب مشاركة أميركية مباشرة، ما يجعل العملية مختلفة وأصغر حجمًا مما كانت تقترحه "إسرائيل" في مراحل سابقة.


وفيما لم يصدر تعليق رسمي بعد من مكتب نتنياهو، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي كبير أن أي قرار بتنفيذ ضربة لم يُتخذ بعد، لكنه "مطروح على الطاولة في حال فشلت الجهود الدبلوماسية الراهنة".


من جانبها، قالت طهران إنّها "تتابع عن كثب" المخططات العسكرية الإسرائيلية، وأكد مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى أن بلاده "سترد بقوة وحزم على أي اعتداء يستهدف منشآتها النووية".


وأضاف المسؤول نفسه أن "المعلومات الاستخباراتية التي في حوزتنا، والتي نعتبرها موثوقة، تؤكد وجود خطط إسرائيلية لشن هجوم واسع على مواقعنا النووية. ويأتي هذا في سياق امتعاض إسرائيل من الجهود الدبلوماسية الجارية، ومحاولة نتنياهو استخدام تصعيد كهذا لإنقاذ مستقبله السياسي".


ويُذكر أن البرنامج النووي الإيراني كان موضع توتر دائم منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في أيار 2018 خلال ولاية ترامب، وفرضها سلسلة عقوبات خانقة على طهران. ورغم محاولات الوساطة الأوروبية والروسية لإحياء الاتفاق في الأعوام الماضية، لم تصل تلك المحادثات إلى نتائج نهائية.


كما تتزامن هذه التطورات مع تجدد التحذيرات الأميركية من نشاطات الجماعات المسلّحة في العراق وسوريا، والتي ترى فيها واشنطن "امتدادًا للنفوذ الإيراني في الإقليم"، في وقت يُرتقب أن تشهد فيه المنطقة مزيدًا من التوتر في حال قررت "إسرائيل" المضي في خيار الضربة العسكرية.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة