نشرت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، اليوم السبت، مقطع فيديو جديدًا لأسير إسرائيلي تحتجزه في قطاع غزة، بعنوان "لن يعودوا إلا بصفقة.. الوقت ينفد"، في تصعيد رمزي يهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأن ملف تبادل الأسرى.
ويحمل الفيديو الذي تبلغ مدته أربع دقائق، رسائل مباشرة من الأسير الذي ظهر وهو يجري مكالمات هاتفية مؤثرة مع والدته وزوجته وابنه، في مشهد يحاكي الجانب الإنساني للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال الأسير موجّها حديثه إلى والدته: "والدتي العزيزة، بالتأكيد أنت تحاربين من أجلي كما عهدتك"، قبل أن يدعو الرأي العام الإسرائيلي إلى مواصلة الضغط على الحكومة من أجل إطلاق سراحه وسراح المحتجزين الآخرين، مشددًا على أهمية توقيع العرائض في إسرائيل لوقف الحرب والعمل على الإفراج عن الأسرى.
وفي رسالة مباشرة إلى شقيقه الذي يحمل الجنسية الأميركية، طلب منه التوجه إلى البيت الأبيض ومخاطبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطالبًا إيّاه بالوفاء بوعده في العمل على تحرير الأسرى في غزة.
أنهت "كتائب القسام" الفيديو بصورة رمزية لساعة رملية، كُتب أسفلها بثلاث لغات – العربية، الإنكليزية والعبرية – عبارة: "لن يعودوا إلا بصفقة.. الوقت ينفد"، في إشارة إلى أن مصير الجنود الإسرائيليين لن يُحسم خارج إطار صفقة تبادل شاملة.
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة رسائل سابقة من القسام تحذّر فيها من المماطلة الإسرائيلية في استئناف مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى، مشيرةً إلى مخاطر حقيقية تهدد حياة الأسرى نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على مواقع يُعتقد أن بعضهم محتجز فيها.
كتائب عز الدين القسام:
— الحرب العالمية الثالثة (@WWIIIAR) April 19, 2025
أنت ترى كيف تتصرف الدولة تجاهي، أنا أردت أن تكبر وتأخذ ذلك بالحسبان
الوقت ينفد
הזמן אוזל
Time Is Running Outpic.twitter.com/L4V7IXY95z
وكان أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، قد أعلن الثلاثاء الماضي عن فقدان الاتصال مع المجموعة المسؤولة عن احتجاز الجندي الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر، بعد قصف مباشر شنّه الجيش الإسرائيلي على موقع تواجدهم. وفي بيان لاحق صدر يوم السبت، أفادت "القسام" بأنها تمكّنت من انتشال جثمان أحد عناصرها المكلّفين بحماية الأسير، في حين لا يزال مصير ألكسندر مجهولًا.
وقال أبو عبيدة: "تمكّنا من انتشال شهيد كان مكلفًا بتأمين الأسير عيدان ألكسندر، ولا يزال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولًا"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "كتائب القسام تبذل أقصى الجهود لحماية حياة الأسرى رغم العدوان الهمجي الإسرائيلي"، لكنه شدد على أن "القصف المتعمد يجعل حياة هؤلاء الأسرى في خطر حقيقي".
ويُعتبر هذا الفيديو الثاني الذي يظهر فيه ألكسندر، إذ كانت "القسام" قد بثت قبل أيام مقطعًا مصورًا له، شنّ فيه هجومًا لاذعًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمه بـ"تضليل" الرئيس ترامب، ما أدى إلى عرقلة إطلاق سراحه.
وقال ألكسندر في ذلك الفيديو: "كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل ديكتاتور، بينما أنا أنهار جسديًا وعقليًا"، مضيفًا: "الجميع كذبوا علي، شعبي، حكومة إسرائيل، الجيش، وحتى الإدارة الأميركية".
وتابع: "علمت قبل ثلاثة أسابيع أن حماس كانت مستعدة لإطلاق سراحي، لكنكم أنتم من رفضتم"، متسائلًا: "لماذا؟ لماذا ما زلت هنا؟ لماذا لست مع عائلتي؟ لماذا أُجبر على تصوير فيديو ثانٍ؟".
ووجّه نداءً مباشرًا إلى الرئيس ترامب قائلاً: "كنت أؤمن بأنك ستنجح في إخراجي من هنا حيًا"، قبل أن يعرب عن خشيته من أن يُقتل جرّاء القصف الإسرائيلي المتكرر على القطاع.
وتقدّر تل أبيب عدد الأسرى الإسرائيليين لدى "كتائب القسام" بـ59 شخصًا، بينهم 24 تقول إنهم لا يزالون على قيد الحياة. في المقابل، تحتجز إسرائيل أكثر من 9500 أسير فلسطيني، وفق منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، يعاني عدد كبير منهم ظروف اعتقال قاسية، تشمل الإهمال الطبي والتعذيب، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم داخل المعتقلات خلال السنوات الماضية.
ويُذكر أن ملف تبادل الأسرى يُعدّ من أعقد الملفات في مسار الصراع، وقد شهدت المنطقة مفاوضات عديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بوساطات إقليمية ودولية، أبرزها الوساطة المصرية والقطرية، من دون تحقيق اختراق ملموس حتى اللحظة، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة المبادرات المطروحة.
الـــمــــزيــــــــــد
