في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تناول الكاتب لورانس نورمان المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب دعا إيران إلى "الإسراع" في التوصل إلى اتفاق نووي جديد، مؤكداً أن أي اتفاق يجب أن يتضمن كشفاً دقيقاً عن المعدات النووية التي أنتجتها وخزّنتها طهران.
التقرير يسلط الضوء على الفجوات الحرجة في فهم المجتمع الدولي لمخزون إيران النووي، مشيراً إلى أن طهران قد قيدت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنشطتها النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018. كما أُزيلت كاميرات المراقبة من بعض المنشآت النووية، مما أدى إلى فقدان الوكالة القدرة على متابعة الأنشطة النووية الإيرانية بشكل فعال.
من المقرر أن يلتقي مسؤولون أميركيون وإيرانيون في روما اليوم السبت، في الجولة الثانية من المحادثات، بعد اجتماعهم في مسقط الأسبوع الماضي. تهدف هذه المحادثات إلى مناقشة الجدول الزمني للمفاوضات ووضع إطار عام لاتفاق جديد. ومع ذلك، يُعتبر تنفيذ اتفاق جديد دون وجود سجل واضح ودقيق لما تمتلكه إيران حالياً من مواد نووية وبنية تحتية مخاطرة كبيرة، حيث يصبح من شبه المستحيل التأكد من التزام إيران بالقيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم.
في هذا السياق، صرح ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، بأن "ترامب أعطى مهلة شهرين لإنجاز الاتفاق، وعلى إيران أن تبدأ بالتعاون الكامل مع الوكالة الذرية لبناء الثقة في أن أي اتفاق سيكون محكماً".
تجدر الإشارة إلى أن إيران قد خزّنت أجهزة طرد مركزي متقدمة في منشآتها النووية، مما قد يُمكّنها من إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من صنع السلاح في حال قررت ذلك. كما أن التحقيقات الجارية بشأن المواد النووية غير المعلنة التي وُجدت داخل إيران تُضاف إلى التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في التوصل إلى اتفاق شامل وفعّال.
فيما تواصل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب، حيث يُعتبر التوصل إلى اتفاق نووي جديد خطوة حاسمة نحو منع إيران من تطوير سلاح نووي وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.