أحيت رعية بلدة دردغيا في قضاء صور شعائر الجمعة العظيمة لهذا العام فوق ركام كنيسة مار جاورجيوس التي دمّرها قصف جوي إسرائيلي في تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن انهيار أجزاء واسعة منها. وبرغم آثار الدمار، أصرّ أبناء الرعية والكهنة على إقامة رتبة دفن السيد المسيح في باحة الكنيسة المهدّمة، وسط أجواء خشوع وإيمان، في مشهد جسّد صمود الإيمان في وجه العدوان، وتمسّك الأهالي بجذورهم وكنيستهم وتاريخهم.
وفي مشهد مماثل من التقاليد والعقيدة، أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمَين الغربي والشرقي في مدينة صور وقرى بنت جبيل الحدودية طقوس الجمعة العظيمة، حيث قرعت الأجراس حزنًا على المصلوب، وأقيمت رتب دفن المسيح في مختلف الكنائس والكاتدرائيات.
في كاتدرائية القديس توما للروم الملكيين الكاثوليك، ترأس المتروبوليت جورج اسكندر الرتبة، يعاونه الأبوان بشارة كتورة وريشارد فرعون، بحضور حشود من المؤمنين، حيث أقيم زياح داخل الكنيسة، وحُمل نعش السيد المسيح على الأكف وسط التراتيل الحزينة.
أما في كنيسة سيدة البحار، فقد ترأس المطران شربل عبد الله، رئيس أساقفة صور للموارنة، رتبة دفن السيد المسيح، عاونه الأب يعقوب صعب. وفي عظته، تناول عبد الله معاني الفداء، داعياً إلى التمسك بالرجاء رغم المحن. وسار المشاركون في زياح شعبي في أحياء المدينة القديمة حاملين النعش، فيما قرعت الأجراس حزناً على المصلوب.
وفي كاتدرائية القديس توما للروم الأرثوذكس، ترأس الأب نقولا باسيلا الرتبة بمشاركة عدد من الكهنة، حيث تليت الصلوات ورفعت الطلبات لينعم الله على لبنان بالأمن والاستقرار، تلتها مسيرة زياح شارك فيها المصلّون.
وفي قرى علما الشعب، رميش، يارون، دبل، عين إبل والقوزح، رُفعت الصلوات وأقيمت رتب دفن المسيح وسط مشاركة واسعة من أبناء القرى، لتؤكد الجماعة المسيحية تمسّكها بالإيمان، حتى على وقع الرماد والنكبات.