خاص ليبانون ديبايت

ليبانون ديبايت
الجمعة 18 نيسان 2025 - 16:18 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

جولة الغد حاسمة... "إما إتفاق شامل أو لا شيء"!

جولة الغد حاسمة... "إما إتفاق شامل أو لا شيء"!

"ليبانون ديبايت"

في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تطورات متسارعة، تُعقد في العاصمة الإيطالية روما غدًا جولة جديدة من المباحثات بين الولايات المتحدة وإيران، تُركز على الملفات النووية الشائكة، ما يثير العديد من التساؤلات حول فرص التوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين.

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية د. خالد الحاج في حديث لـ"ليبانون ديبايت" يتناول هذه الجولة، مؤكداً أن "هذه الجولة ليست مجرد واحدة أخرى من جولات التفاوض السابقة، بل هي لحظة سياسية حاسمة تحمل إشارات واضحة بأن الجميع سواء إيران أو الولايات المتحدة أدركوا أن البديل عن التفاهم هو المجهول وربما الأسوأ".


ويوضح أن "اختيار روما مكان للمباحثات ليس عشوائيًا، فإيطاليا، بوصفها جزءًا من الاتحاد الأوروبي، لم تكن في مقدمة التصعيد لكنها تتمتع بعلاقات متوازنة مع الطرفين، ما يجعلها مناسبة لتكون الوسيط الذي يضمن استمرار الحوار دون أن يخسر أي طرف، كما أن هذه الجولة تأتي في وقت حساس، حيث تعيش الإدارة الأميركية هاجس أزمة اقتصادية وأزمات سياسية غير محلولة على الساحة العالمية، وهي تبحث عن اختراق خارجي يمكن أن يعزز أوراقها، وفي الوقت نفسه، تعيش طهران أزمة اقتصادية خانقة وتسعى لفتح نافذة على العالم بشروط تحفظ لها ماء الوجه".


وعن السيناريوهات المتوقعة من المفاوضات، بالنسبة للحاج، فإنه يرى أن "المشهد لا يقتصرعلى سيناريوهات متعددة، بل نحن أمام سيناريو واحد هو الأكثر احتمالًا "الاتفاق الشامل"، هذا ليس نتيجة لرغبة الطرفين في التسويات، بل لأنهما وصلا إلى حائط مسدود، فلا يمكن لطهران تحمل المزيد من العقوبات والانهيار الداخلي، بينما لا ترغب واشنطن في إشعال جبهة جديدة في الشرق الأوسط وهي غارقة في أوكرانيا ومشاكل داخلية".


ويؤكد الحاج أن "الاتفاق المقبل، إذا تم، لن يكون مجرد نسخة جديدة من اتفاق 2015، بل سيكون اتفاقًا شاملاً يتناول كافة الملفات العالقة، وأهمها أمن إسرائيل وحماية المصالح الأميركية في المنطقة، الإيرانيون يريدون ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة مجددًا كما حدث في عهد ترامب، بينما يسعى الأميركيون إلى ضمان أن إيران لن تستغل أي تسوية للعودة إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات مقلقة، ومن هنا، يُتوقع أن يكون الاتفاق مرحليًا وتدريجيًا، يتم مراقبته من قبل الولايات المتحدة، بمشاركة أطراف إقليمية في تنفيذه".


ويشدد على أن "فرص النجاح هذه المرة تبدو أكبر، حيث تم تعديل الخطوط الحمراء بهدوء، فلم تعد واشنطن تطالب بتفكيك كافة أجهزة الطرد المركزي، ولم تعد إيران تطالب برفع فوري لكافة العقوبات. هذه البراغماتية الجديدة، المدفوعة بالوقائع لا بالرغبات، أضافت إيجابية ملموسة إلى جلسات المفاوضات في مسقط".


لكن، الحاج يحذّر من "المبالغة في التفاؤل، حيث لا تزال هناك قوى داخلية في إيران والولايات المتحدة وأيضًا في إسرائيل تعارض الاتفاق، وتعتبره تهديدًا لمصالحها، لذا، أي تصعيد مفاجئ أو خطأ في التقدير قد ينسف كل ما تم بناؤه في الكواليس، ومن هنا، يؤكد أن النجاح في روما لا يعني فقط احتمال التوقيع على الورق، بل الالتزام بما يتم الاتفاق عليه على الأرض، وبناء الثقة التي فقدت منذ سنوات".


وفي الختام، يؤكد الحاج أن "هذه الجولة ليست مجرد مفاوضات عادية، بل هي لحظة حاسمة ومصيرية، وكل المعطيات تشير إلى أننا أمام اتفاق قادم، ليس لأنه سهل، ولكن لأن البديل عنه بات أكثر تكلفة للجميع، نحن أمام اتفاق شامل، أو لا شيء".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة