اقليمي ودولي

العربية
الخميس 17 نيسان 2025 - 22:00 العربية
العربية

صور أقمار صناعية صينية بيد الحوثيين... وواشنطن تتهم بكين!

صور أقمار صناعية صينية بيد الحوثيين... وواشنطن تتهم بكين!

نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن شركة أقمار صناعية صينية مرتبطة بالجيش الصيني تُزوّد الحوثيين بصور تُستخدم في استهداف السفن الحربية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر.


ووفقًا للتقرير، حذّرت الإدارة الأميركية بكين مرارًا من أن شركة "تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية" – وهي مجموعة تجارية ذات صلة بالجيش الصيني – تقدم للحوثيين معلومات استخباراتية.


وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة: "لقد أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها عدة مرات للحكومة الصينية بشأن دور شركة تشانغ غوانغ في دعم الحوثيين، وذلك بهدف دفع بكين إلى اتخاذ إجراء"، مشيرًا إلى أن الصين "تجاهلت" تلك المخاوف.


وتزايد القلق الأميركي من هذه الشركة الصينية في ظل احتدام الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لا سيّما بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة على الواردات الصينية.


وكان الحوثيون قد بدأوا بشنّ هجمات على السفن في البحر الأحمر، أحد أبرز الممرات البحرية للتجارة العالمية والأسطول الأميركي، في عام 2023. وردّت الولايات المتحدة بتصعيد هجماتها على مواقع الجماعة، بما في ذلك ضربات واسعة النطاق استهدفت قادة في الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة.


من جانبها، أعربت الصين عن قلقها إزاء هجمات الحوثيين. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد دعت بكين إلى استخدام نفوذها لدى طهران لوقف تلك الهجمات.


وأكدت الإدارة الأميركية أن معالجة التهديد في البحر الأحمر باتت أولوية للرئيس ترامب، وسط مخاوف من استمرار خطر الحوثيين على الاقتصاد العالمي.


وقال مسؤول أميركي لـفاينانشيال تايمز: "ينبغي على بكين أن تأخذ هذه الأولوية بجدية عند النظر في أي دعم مستقبلي لشركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية".


وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على الشركة عام 2023 بسبب تقديمها صورًا عالية الدقة لمجموعة فاغنر الروسية خلال الحرب في أوكرانيا.


وتأسست "تشانغ غوانغ" عام 2014 كمشروع مشترك بين حكومة مقاطعة جيلين وفرع من الأكاديمية الصينية للعلوم في تشانغتشون، عاصمة المقاطعة.


وقال جيمس مولفينون، الخبير في شؤون الجيش والاستخبارات الصينية لدى "شركة بامير للاستشارات"، إن "تشانغ غوانغ تُعد من بين عدد قليل من الشركات الصينية الظاهريًا تجارية، لكنها متجذرة بعمق في منظومة الاندماج العسكري–المدني، وتوفر قدرات مراقبة عالمية للعملاء المدنيين والعسكريين على حد سواء".


وبموجب برنامج الاندماج العسكري–المدني في الصين، تُلزم الشركات بمشاركة التكنولوجيا مع الجيش الصيني.


بدوره، أشار ماثيو بروزيس، الخبير في الدفاع الصيني لدى "شركة بلو باث لابس" التي تعمل مع الحكومة الأميركية، إلى أن الشركة تمتلك حاليًا 100 قمر صناعي في المدار، وتطمح إلى امتلاك 300 قمر بحلول نهاية عام 2025، ما يتيح لها التقاط صور لأي موقع في العالم كل 10 دقائق.


وأكد بروزيس أن الشركة تملك "صلات وثيقة" بالحكومة والحزب الشيوعي الصيني والجيش، موضحًا أن تراجع الحديث العلني عن هذه الصلات منذ عام 2020 قد يشير إلى حرصها على إخفاء علاقتها بالمؤسسة العسكرية.


وأضاف أن "تشانغ غوانغ" قدّمت إحاطات مباشرة لكبار المسؤولين الصينيين حول تطبيقات أقمارها، بما في ذلك الاستخدامات العسكرية، واستعرضت تقنياتها أمام كبار الضباط، بمن فيهم تشانغ يوشيا، ثاني أعلى قائد عسكري بعد الرئيس شي جين بينغ.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة