"ليبانون ديبايت"
نجحت وساطة المدير العام للأمن العام، اللواء حسن شقير، في تهدئة التوتر الذي طرأ مؤخراً على العلاقات اللبنانية–العراقية، على خلفية تصريحات صحافية أدلى بها رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، وأُسيء فهمها في العراق.
وقد أجرى اللواء شقير سلسلة اتصالات مع مسؤولين عراقيين بارزين، أسفرت عن تبديد سوء التفاهم الذي نشأ، وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي. وأكدت أوساط متابعة للاتصالات أن جهود شقير لعبت دوراً محورياً في توضيح موقف لبنان الرسمي، وتفسير خلفيات التصريحات التي أدلى بها فخامة الرئيس لإحدى الصحف، ولم تكن موجّهة للإساءة إلى العراق أو أي من مكوّناته.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد استدعت السفير اللبناني في بغداد، علي حبحاب، على خلفية التصريحات التي اعتبر فيها الرئيس عون أن “لبنان لن يستنسخ التجربة العراقية في دمج الحشد الشعبي ضمن المؤسسة العسكرية”. وقد أثارت هذه التصريحات موجة من الانتقادات في الأوساط السياسية والإعلامية العراقية.
وأوضحت مصادر مطّلعة أن تصريح عون أتى في سياق الإشارة إلى اختلاف الظروف بين لبنان والعراق، وأنه لا توجد نية لدى الدولة اللبنانية أو لدى حزب الله لدمج الأخير ضمن المؤسسات الأمنية أو العسكرية، في ظلّ عدم وجود خطط من هذا النوع. وشدّدت الرئاسة على أنها لم تكن في صدد التطرّق بسلبية إلى التجربة العراقية.
وفي إطار الجهود لاحتواء الأزمة، أطلع اللواء شقير الرئيس عون على تفاصيل اتصالاته ونتائج وساطته، التي يُنتظر أن تتوّج بتواصل مباشر بين الرئيسين اللبناني والعراقي خلال الأيام المقبلة، لتأكيد الحرص المشترك على العلاقات الثنائية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب زيارة ناجحة أجراها اللواء شقير إلى العراق مؤخراً، توصّل خلالها إلى اتفاق مع الحكومة العراقية على مساهمة الأخيرة في إعادة إعمار المرافق الرسمية في الجنوب، التي تضرّرت جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير، بتمويل يُقدّر بنحو 13 مليون دولار. كما تم الاتفاق على تجديد آلية تزويد لبنان بالفيول لمعامل إنتاج الكهرباء، ومنح فترة سماح إضافية مدّتها ستة أشهر لتسوية الالتزامات المالية.
وأبدت الحكومة العراقية أيضاً استعدادها لتزويد أهالي الجنوب والبقاع بكميات كبيرة من مادة المازوت للتدفئة خلال فصل الشتاء المقبل، إلى جانب دعم قطاع صناعة الخبز العربي عبر تقديم نحو 100 طن من القمح.