بعد سقوط نظام الأسد... تركيا تكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأربعاء، أنّ أكثر من 175 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم منذ تاريخ 9 كانون الأول 2024، واصفاً هذه العودة بأنها جرت "بشكل طوعي وآمن ومشرّف ومنتظم".

وقال كايا، في تصريحات أدلى بها لوكالة الأناضول الرسمية على هامش فعاليات إحياء الذكرى السنوية الثانية عشرة لتأسيس "مديرية إدارة الهجرة" التابعة لوزارة الداخلية التركية:

"منذ 9 كانون الأول 2024 وحتى اليوم، عاد 175,512 سوريًا من تركيا إلى بلادهم طوعًا، وهو ما يعادل نحو 33,730 عائلة سورية".

وأشار الوزير التركي إلى أنّ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، شكّل نقطة تحول في تسارع عمليات العودة الطوعية، إذ "اكتسبت زخماً أكبر" بعد هذا التاريخ، وفق تعبيره.

وبحسب الأرقام التي قدّمها كايا، فإن عدد السوريين الذين عادوا من تركيا إلى سوريا، بين عامي 2017 و2025، بلغ ما مجموعه 915,515 لاجئًا، جميعهم وفق وصفه، عادوا "بطريقة آمنة ومشرّفة وطوعية ومنتظمة".

وأكد كايا أن تركيا "تقوم بكل ما يلزم لتهيئة الظروف الملائمة لعودة السوريين إلى بلادهم، بشكل طوعي يضمن كرامتهم وأمنهم"، مشيراً إلى أن الجهود مستمرة بالتنسيق مع منظمات دولية وهيئات محلية داخل سوريا، لا سيّما في شمال البلاد حيث تنشط الحكومة التركية في تمويل مشاريع سكنية وخدمية بالتعاون مع منظمات تركية.

وفي وقت سابق، كشف وزير الداخلية أن عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة (الكملك) في تركيا بلغ 3,114,099 شخصًا، إضافة إلى 1,125,623 شخصًا يحملون تصاريح إقامة، و234,528 شخصًا تحت الحماية الدولية، ما يرفع العدد الإجمالي للأجانب الحاصلين على إقامة قانونية في تركيا إلى 4,474,250 شخصاً، يشكل السوريون غالبيتهم.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإنّ 238,055 سوريًا حصلوا على الجنسية التركية منذ عام 2011، معظمهم من خلال آلية "التجنيس الاستثنائي" التي اعتمدتها أنقرة منذ بداية النزاع السوري.

كما لفت الوزير كايا إلى أنّ السلطات التركية تمكّنت، خلال عام واحد فقط، من إحباط 191,450 محاولة عبور غير شرعي للحدود من قبل مهاجرين غير نظاميين، في إشارة إلى تشديد الإجراءات الأمنية على طول الحدود الجنوبية للبلاد، لا سيما مع سوريا.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تعيد فيه أنقرة تقييم سياستها تجاه ملف اللاجئين السوريين، تحت ضغط شعبي داخلي متزايد، ووسط متغيرات إقليمية أبرزها تحوّل السلطة في دمشق بعد أكثر من 13 عاماً من النزاع، وتراجع الدور الروسي نتيجة انشغاله في الحرب الأوكرانية.

وتسعى تركيا إلى تعزيز مناطق النفوذ التي تسيطر عليها شمال سوريا، من خلال مشاريع إسكان وإعادة إعمار، تمهيداً لتأمين بيئة "جاذبة" تسمح بعودة مئات آلاف اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، والذين لطالما شكّل وجودهم ملفاً شائكاً على الصعيدين الأمني والسياسي الداخلي في تركيا.