في هذا السياق، يقدّم أستاذ العلوم السياسية العميد الركن الدكتور حسن جوني رؤيته حول إمكانية دمج هذه العناصر وكيفية استيعابهم ضمن هيكلية الجيش، مستعرضًا التجارب السابقة والتحديات التي قد تنشأ من هذا القرار.
ويؤكد في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن" دمج عناصر حزب الله في الجيش اللبناني يمكن أن يكون خطوة استراتيجية هامة، نظراً لما يمتلكونه من قدرات وخبرات قتالية متقدمة، وهم محترفون ولديهم خبرات، ودمجهم في الجيش يساهم في إيجاد حل لهم، خاصة إذا لم يعد هناك من دور عسكري لحزب الله، فيكون هذا الدمج بمثابة حل ذو وجهين".
ويقول: "هذه الخطوة ليست جديدة على لبنان، حيث تم تنفيذها بعد اتفاق الطائف، وتم استيعاب أغلب عناصر الميليشيات السابقة وأُعيد تدريبهم في الجيش اللبناني وفقاً للمبادئ الوطنية، والجيش هو المؤسسة الأم، وعبر التنشئة التي يقدمها، سيتم التأكيد على المبادئ والأهداف الوطنية".
وفيما يتعلق بتوافق دمج عناصر "حزب الله" مع العقيدة العسكرية الوطنية للجيش اللبناني، يوضح العميد جوني أن "العقيدة العسكرية للجيش هي عقيدة وطنية يجب أن يتبناها جميع اللبنانيين"، مشيراً إلى أن "إذا كان لدى البعض ارتباط وثيق بعقيدة سياسية ودينية معينة، مثل ولاية الفقيه، فقد لا تتعارض هذه العقيدة مع الانتماء للوطن والدفاع عنه، وبالتالي من يعتبر بأن ارتباطه بولاية الفقيه يتعارض مع انتمائه لمؤسسات الدولة اللبنانية والجيش لن يتم دمجه في المؤسسة العسكرية، بل ربما سيرفض ذلك بشكل تلقائي"، مستبعداً أن "يؤثر هذا الارتباط بشكل كبير على عملية الدمج".
أما بشأن جهوزية الجيش اللبناني لاستيعاب عناصر من "حزب الله"، فقد طمأن جوني قائلاً: "الجيش اللبناني هو مؤسسة ضخمة، غنية بالإختصاصات والقدرات اللوجستية والبشرية، ويملك معاهد تدريب وكليات قادرة على استيعاب عدد كبير من العناصر ضمن صفوف المؤسسة العسكرية."