أجرى رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، اتصالاً هاتفيًا بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للاستفسار عن مستجدات التحقيقات الجارية في قضية خلية تصنيع الصواريخ، التي تم الكشف عنها مؤخرًا في المملكة الأردنية الهاشمية.
وأعرب الرئيس عون خلال الاتصال عن "كامل استعداده للتنسيق والتعاون بين البلدين" في هذا الملف الحساس، في إطار الحفاظ على الأمن الإقليمي ومكافحة التهديدات المشتركة.
وفي سياق متصل، أوعز الرئيس عون إلى وزير العدل القاضي عادل نصار، التنسيق مع نظيره الأردني لمتابعة مجريات التحقيق، وتبادل المعلومات ذات الصلة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية في كلا البلدين.
وفي وقتٍ سابق، أكد وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، اليوم الثلاثاء، أن المخططات التي أحبطتها دائرة المخابرات العامة على الأراضي الأردنية تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني ولسيادة الدولة الأردنية.
وخلال إيجاز صحافي عُقد في رئاسة الوزراء، كشف المومني عن تفاصيل هذه المخططات التي كانت تستهدف إثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة، وأشار إلى أنها جزء من مشروع تنظيمي ظلامي ممتد وليس مرتبطًا بحادث إقليمي بعينه.
وأوضح المومني، في رده على أسئلة الصحافيين، أن "مجرد امتداد هذه الأحداث على مدى أربع سنوات يجعل من الصعب ربطها بحادث إقليمي محدد»، مضيفًا أن «مدى الصواريخ الذي تراوح بين 3 و5 كلم يدل بوضوح على أن هذه الجماعات كانت تستهدف الدولة الأردنية وأراضيها بشكل مباشر".
وقد بثّت قناة "المملكة" اعترافات موسعة للمتورطين في القضية، والتي أسفرت التحقيقات فيها عن توقيف 16 شخصًا. وأظهرت المعطيات أن الخلية كانت تخطط لتصنيع صواريخ ومواد متفجرة، وحيازة أسلحة نارية، وتصنيع المسيّرات، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل وخارج البلاد.
أفاد المتهم عبدالله هشام أحمد عبد الرحمن (مواليد 1989)، وهو مهندس مدني متخرج من جامعة العلوم والتكنولوجيا ويعمل في مجالي المقاولات والطاقة الشمسية، أن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين -غير المرخصة- بدأت منذ عام 2002، وأن شخصاً يدعى إبراهيم، ويُحاكم حاليًا أمام محكمة أمن الدولة، طرح عليه عام 2021 فكرة إنتاج صواريخ داخل الأردن.
وبحسب إفادته، تولّى عبدالله العمل على الهياكل المعدنية للصواريخ، واختار ابن عمته، معاذ الغانم، لمساعدته، حيث توجها سويًا إلى لبنان بإيعاز من إبراهيم والتقيا هناك بمسؤول تنظيمي يُدعى "أبو أحمد"، الذي أدار العملية من بيروت.
وذكر أنهما خضعا لاختبارات أمنية وفنية، من بينها فحص الكذب، وتلقيا تدريبات تقنية على ماكينات الخراطة اليدوية. وأضاف أنهم بعد العودة إلى الأردن استأجروا مستودعًا في الزرقاء، وبدأوا تأمين المعدات، فيما كان إبراهيم يموّل العملية ويؤمن وسائل الاتصال مع بيروت.