أقيم مساء أمس الثلاثاء في السرايا حفل موسيقي بعنوان "رائعة موزارت الخالدة"، الذي أحيته الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، مع كورال جامعة سيدة اللويزة تحت إدارة الأب خليل رحمة وبرعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار المؤلفة الموسيقية هبة القواس.
وفي المناسبة، ألقى الرئيس نواف سلام كلمة ترحيبية بالحضور، كما أضافت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى هبة القواس كلمة جاء فيها:"دولة رئيس مجلس الوزراء، أصحاب المعالي والسعادة، السفراء الأجلاء، الحضور الكريم، من قلب السراي الكبير، من هذا المعلم التاريخي والسياسي والوطني، نُطلّ على لحظةٍ تُشبه القيامة في تاريخ لبنان... لحظةِ ولادةٍ جديدة. من هنا، حيث تصنع القرارات وتُرسم ملامح الدولة، نلتقي اليوم في لقاء ثقافي-روحي-إنساني، يَعبُر بالوطن من مفهوم الدولة إلى معنى الرسالة".

واضافت، "نفتتح هذا الحفل اليوم، في أسبوع آلام المسيح، بموسيقى "الريكويم" لموزارت، من مقر رئاسة الحكومة، في دعوة نادرة ومميزة تُعلن عن "لبنان الرسالة". لبنان الذي يتسع ويحتضن مختلف الطوائف والمذاهب ويعالج الانقسامات، ليعلن بصوت الموسيقى أننا موحدون في الجمال، في الإبداع، وفي الإيمان بقوة الإنسان. وتصدح موسيقى الريكويم لموزارت اليوم، لا كمَرثاة للحزن، بل كنشيد للقيامة، لنعلن عن لبنان جديد، يُبعث للعالم بصوته الحقيقي وتوقيعه الحضاري الأبدي".
وتابع القواس، "لبنان اليوم يقف على عتبة التحوّل. بعد سنوات من الفراغ، ها نحن أمام حكومة جديدة، أمام بداية مرحلة استثنائية يقودها رئيس للجمهورية آمن به شعبه ووثق به العالم، وأعاد الاعتبار لهيبة الدولة. هو رئيس المرحلة المفصلية، والضامن لحوار وطني عابر للضجيج؛ ودولة رئيس مجلس الوزراء يشكل بحد ذاته قيمة وطنية وفكرية عالية: الدكتور نواف سلام، رجل الفكر والقانون، الذي ارتفعت به الثقة الدولية قبل أن تضطلع به الإرادة المحلية، يقود اليوم لحظة مفصلية في عمر لبنان".

وأردفت: "اسمحوا لي أن أتوقف عندكم. حضوركم اليوم ليس سياسياً فقط، بل رمزياً أيضاً. أن تفتحوا السراي الكبير للموسيقى، أن تجعلوه منبراً للفن العظيم، هو بمثابة إعلان عن بداية جديدة للبنان الذي يتجاوز السياسي نحو الإنساني، ويجعل من الثقافة رافعة للبناء والتقدم. من هنا، من هذا المقام، وفي حضور معالي وزير الثقافة، نعلن التزامنا ببناء منظومة موسيقية متكاملة في لبنان، لا تكتفي بالإنتاج الثقافي بل تضع الموسيقى في قلب الاقتصاد الوطني".
واختتمت بالقول: "الموسيقى ليست فقط أداة جمالية، بل ركيزة من ركائز دبلوماسية لبنان الثقافية – لغة تفتح أبواباً حيث تغلق السياسة، وتبني جسوراً بين الشعوب حيث تفشل الاتفاقات".




