أكد وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، اليوم الثلاثاء، أن المخططات التي أحبطتها دائرة المخابرات العامة على الأراضي الأردنية تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني ولسيادة الدولة الأردنية.
وخلال إيجاز صحافي عُقد في رئاسة الوزراء، كشف المومني عن تفاصيل هذه المخططات التي كانت تستهدف إثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة، وأشار إلى أنها جزء من مشروع تنظيمي ظلامي ممتد وليس مرتبطًا بحادث إقليمي بعينه.
وأوضح المومني، في رده على أسئلة الصحافيين، أن «مجرد امتداد هذه الأحداث على مدى أربع سنوات يجعل من الصعب ربطها بحادث إقليمي محدد»، مضيفًا أن «مدى الصواريخ الذي تراوح بين 3 و5 كلم يدل بوضوح على أن هذه الجماعات كانت تستهدف الدولة الأردنية وأراضيها بشكل مباشر».
ولفت إلى أن السلطات «لا تقبل بأي حال من الأحوال أي محاولات للمساس بالأمن الوطني الأردني». كما أوضح أن المتورطين في هذه المخططات ينتمون إلى جماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون.
وقد بثّت قناة «المملكة» اعترافات موسعة للمتورطين في القضية، والتي أسفرت التحقيقات فيها عن توقيف 16 شخصًا. وأظهرت المعطيات أن الخلية كانت تخطط لتصنيع صواريخ ومواد متفجرة، وحيازة أسلحة نارية، وتصنيع المسيّرات، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل وخارج البلاد.
أفاد المتهم عبدالله هشام أحمد عبد الرحمن (مواليد 1989)، وهو مهندس مدني متخرج من جامعة العلوم والتكنولوجيا ويعمل في مجالي المقاولات والطاقة الشمسية، أن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين -غير المرخصة- بدأت منذ عام 2002، وأن شخصاً يدعى إبراهيم، ويُحاكم حاليًا أمام محكمة أمن الدولة، طرح عليه عام 2021 فكرة إنتاج صواريخ داخل الأردن.
وبحسب إفادته، تولّى عبدالله العمل على الهياكل المعدنية للصواريخ، واختار ابن عمته، معاذ الغانم، لمساعدته، حيث توجها سويًا إلى لبنان بإيعاز من إبراهيم والتقيا هناك بمسؤول تنظيمي يُدعى "أبو أحمد"، الذي أدار العملية من بيروت.
وذكر أنهما خضعا لاختبارات أمنية وفنية، من بينها فحص الكذب، وتلقيا تدريبات تقنية على ماكينات الخراطة اليدوية. وأضاف أنهم بعد العودة إلى الأردن استأجروا مستودعًا في الزرقاء، وبدأوا تأمين المعدات، فيما كان إبراهيم يموّل العملية ويؤمن وسائل الاتصال مع بيروت.
وتابع عبدالله أن خاله محسن الغانم، تاجر مواد بناء، ساهم في استيراد إحدى الماكينات (CNC) المتطورة، وتم نقلها إلى الأردن، حيث أقيم مشغل صناعي في مستودع تم إنشاؤه بمنطقة النقيرة، جرى تقسيمه وتجهيزه لتأمين السرية.
من جهته، قال معاذ عبدالحكيم حسن الغانم (مواليد 1990)، وهو مهندس مدني متخرج من الجامعة الهاشمية، إن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين -غير المرخصة- بدأت عام 2010. وأوضح أنه سافر إلى لبنان عام 2021 مع المتهم عبدالله حيث تعرفا على "أبو أحمد"، وتم عرض فكرة تصنيع هياكل الصواريخ.
وأشار إلى أنهما عادا في منتصف 2022 إلى لبنان لاستكمال التدريب على ماكينات الخراطة، ثم رجعا إلى الأردن وبدأا تجهيز المستودع في الزرقاء، ثم تم إنشاء مستودع آخر في النقيرة لتوسيع العمل.
أما المتهم محسن حسن محمد الغانم (مواليد 1972)، فقال إنه عضو قديم في جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1994، ويعمل في تجارة مواد البناء. وأكد أنه ساعد المتهم عبدالله هشام في تحويل مبالغ مالية من خارج البلاد بناءً على طلبه، دون معرفة كاملة بحيثيات العمل.