أكد الإمام القائد السيد علي الخامنئي، اليوم الثلاثاء، أن إيران لا ينبغي أن تربط قضاياها الوطنية بمحادثات عُمان الجارية مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن هذه المحادثات هي "واحدة من عشرات المهام التي تضطلع بها وزارة الخارجية" الإيرانية.
وقال الخامنئي، خلال كلمة له أمام عدد من المسؤولين والمعنيين بالشأن السياسي والدبلوماسي في طهران، إن "الخطوات الأولى في المحادثات نُفذت بطريقة جيدة"، لكنه شدد في المقابل على أن إيران "لا تنظر إلى محادثات عُمان بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط"، وأنها "لا ترى من الصواب ربط ملفات البلاد الحساسة بهذه المحادثات".
وأضاف: "نحن متشائمون للغاية بشأن الطرف الآخر، لكننا نثق بقدراتنا الوطنية"، في إشارة واضحة إلى الشكوك العميقة التي تبديها طهران حيال النوايا الأميركية، رغم الانخراط في المحادثات غير المباشرة منذ أشهر.
وأشار القائد الإيراني إلى أن طهران "اتخذت خطوة المحادثات ونفذت مراحلها الأولى بشكل جيد"، في إشارة إلى التقدم الفني الذي حصل في بعض المسارات التقنية، ومنها ملف الإفراج عن الأموال المجمدة وبعض التفاهمات حول تخفيف العقوبات، من دون أن تُترجم إلى اتفاق شامل حتى الآن.
تأتي تصريحات الخامنئي في توقيت دقيق، إذ تستضيف سلطنة عُمان منذ أكثر من عام محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، تهدف إلى خفض التوتر وإعادة إحياء التفاهمات السابقة المرتبطة بالاتفاق النووي. وتدور هذه المحادثات على وقع تصاعد التوترات الإقليمية وتبادل الرسائل بين الطرفين عبر وسطاء دوليين.
وكانت عُمان قد لعبت دورًا بارزًا في تقريب وجهات النظر خلال السنوات الماضية، خصوصًا في مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015. غير أن الملف النووي اليوم بات أكثر تعقيدًا في ظل تطورات تخصيب اليورانيوم، والاتهامات الغربية لإيران بتطوير قدرات عسكرية نووية، وهي اتهامات تنفيها طهران بشدة وتؤكد أن برنامجها سلمي.
في الوقت نفسه، يسود داخل إيران انقسام بين من يدعو إلى اعتماد الدبلوماسية والتهدئة، ومن يرفض الرضوخ لما يُوصف بـ"ابتزاز غربي"، خصوصًا مع استمرار العقوبات الأميركية واستهداف القطاعات الحيوية.
ويعكس موقف الخامنئي الأخير توازنًا بين الانخراط في الحوار ضمن حدود معينة، والحذر الشديد من أي رهان على الطرف الأميركي، وهو الموقف الذي يُترجم غالبًا في خطاب إيران الرسمي منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عهد ترامب عام 2018.