تشهد المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تعقيدات متزايدة، في ظل رفض طهران القاطع لمقترح أميركي يقضي بنقل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى دولة ثالثة، يُرجّح أن تكون روسيا، بهدف تقليص مستوى التهديد النووي المحتمل.
وبحسب ما أوردته صحيفة "الغارديان"، فإن الجولة الأولية من المحادثات التي انعقدت في مسقط، برعاية سلطنة عُمان، جمعت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وتركّزت على قضية نقل المخزون النووي التي تُعدّ واحدة من أبرز العقبات أمام إعادة إحياء الاتفاق.
وترفض طهران هذا المقترح معتبرةً أنه لا يوفّر ضمانة كافية في حال انسحاب واشنطن من أي اتفاق مستقبلي، كما فعل الرئيس دونالد ترامب عام 2018 حين انسحب من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. وصرّحت مصادر إيرانية للصحيفة بأن طهران تصرّ على إبقاء مخزونها داخل البلاد، تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كآلية ردع لأي نكوص أميركي.
ويخشى المسؤولون الإيرانيون من أن يؤدي نقل المخزون إلى الخارج إلى ترك البلاد في موقع ضعيف تقنيًا، إذ سيضطر البرنامج النووي للبدء مجددًا من الصفر، ما قد يطيل أمد التفاوض ويعقّد أي استجابة سريعة في حال انهيار الاتفاق.
وبينما جرت معظم المفاوضات عبر القنوات العمانية، كشفت مصادر دبلوماسية عن بعض اللقاءات المباشرة بين الطرفين، وهو ما يشير إلى رغبة أميركية بإحداث اختراق في هذا الملف، بعد تعثّره في عهد الإدارة السابقة.
وفي تطور لافت، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن موافقتها على استضافة الجولة المقبلة من المحادثات في روما يوم السبت المقبل، وهي خطوة قرأها مراقبون كمحاولة أميركية للالتفاف على الآلية الأوروبية الثلاثية (فرنسا – ألمانيا – بريطانيا) التي كانت تقود جهود التفاوض سابقًا.
ومن المقرر أن يشارك في اللقاء نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ما يعكس اهتمامًا مباشرًا من إدارة ترامب الحالية بإعادة رسم مقاربة التفاوض مع طهران، وسط تصاعد القلق في المنطقة من احتمال انهيار المسار الدبلوماسي لصالح التصعيد.