خاص ليبانون ديبايت

ليبانون ديبايت
الاثنين 14 نيسان 2025 - 17:45 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

أبعد من الملف النووي... هذا ما تريده أميركا من إيران!

أبعد من الملف النووي... هذا ما تريده أميركا من إيران!

"ليبانون ديبايت"

شكلت المفاوضات الايرانية الاميركية في عمان محطة مفصلية لما يجري في المنطقة والتي يجب أن تستكمل من أجل الوصول إلى ما يشبه الإتفاق النووي السابق، فماذا حملت الجولة الأولى وماذا عن تأثيرها على الوضع اللبناني؟

من الواضح برأي المحلل والكاتب السياسي توفيق شومان، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الجولة الأولى من المفاوضات كانت بمثابة جولة اختبار نووي، ويعتقد أن مجرد تحديد موعد للجولة الثانية يدل على أن الفصل الأول من هذا “الامتحان النووي” قد اجتُيز بنجاح، وهو ما مهّد الطريق لتحديد موعد جديد للجولة المقبلة، وإذا استمرت الأجواء على هذا النحو، فإن ذلك يعني أن الثقة بين الطرفين المتفاوضين – أي الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران يمكن أن تُرمم تدريجيًا".


ويرى أن "الجولة الثانية قد تشهد انتقال المفاوضات من العناوين العامة إلى مناقشة بعض التفاصيل، بما يرسّخ عملية بناء الثقة، هناك مطلب أساسي لدى طهران يمكن تلخيصه بسؤال محوري: ما الضمانات التي يمكن أن تقدمها الإدارة الأميركية في حال تم التوصل إلى تفاهم أو اتفاق؟ وذلك نظرًا لسابقة الرئيس دونالد ترامب نفسه من اتفاق عام 2015، الأمر الذي يدفع الإيرانيين للتشكيك في مدى التزام واشنطن مستقبلًا، أما المسألة الثانية التي يركّز عليها الإيرانيون، فهي رفع العقوبات المفروضة على إيران، ما يُدخلنا في البعد الاقتصادي للمفاوضات، إذ إن أي تقدم فعلي في هذا الملف يتطلب خطوات ملموسة من الجانب الأميركي في هذا الاتجاه".


ويشير إلى أن هذا يدخلنا في المجال الاقتصادي، فوفق الدراسات الأميركية الاقتصادية المرموقة، فالولايات المتحدة خسرت منذ عام 1995 وعام 2014 حوالي 170 مليار دولار نتيجة فرضها للعقوبات على إيران، حيث كان يمكن للولايات المتحدة أن تحصل هذا المبلغ لو لم تلجأ إلى العقوبات".


ويقول: "الآن أعتقد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاول الذهاب إلى عقد صفقة اقتصادية وهي أن تكون إيران شريكًا اقتصاديًا أساسيًا للولايات المتحدة الأميركية، وهذه تعد نقطة تلاق ومساحة مشتركة بين طهران وإدارة ترامب، على اعتبار أن إيران تريد رفع العقوبات وفي الوقت عينه يريد ترامب أن تكون الولايات المتحدة المستثمر الأول في إيران، فهذه نقطة بالإمكان حلها كونها مساحة مشتركة، لكن هنا يطرح سؤال إيراني، ماذا عن الضمانات في حال تم التوصل إلى اتفاق ما؟"


ويلفت الى أن "هناك أيضًا قناعة لدى الإدارة الأميركية على ما يبدو، حتى أنها كانت مع إدارة الرئيس السابق بايدن ومن قبله باراك أوباما، أنه كلما زاد الضغط على إيران، كلما اقتربت من الصين أكثر، وكلما خف الضغط عليها ابتعدت نسبيًا عن الصين، وبالتالي فإن الاستثمار في إيران وتطبيع العلاقات الاقتصادية معها لا يدفع طهران إلى الاقتراب من بكين، ومن المتعارف عليه أن الخطر الاستراتيجي وفق وجهة نظر ترامب والإدارة الأميركية الجديدة هو الصين، ويعتقد أنه بالقدر الذي تبتعد فيه إيران عن الصين ولو بنسبة معينة، يعتبره الأميركيون ربحًا ومكسبًا، أي أن الحرب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين، باستثناء الحروب الأخرى، تجد نوعًا من عملية تطويق الصين أو على الأقل "عزل"، فإيران لن توافق على قطع علاقاتها مع الصين، هذا أمر غير مطروح لدى طهران، ولكن كلما زاد الضغط على طهران اقتربت أكثر من الصين، لكن التطبيع الاقتصادي الإيراني الأميركي لا يدفع إيران كثيرًا نحو الالتصاق بالصين، وهذا ما يعتبره ترامب مكسبًا".


ولكنه يؤكد أن "مسألة "عزل" الصين غير واردة، لا روسيا من الممكن أن توافق على هذا الأمر ولا حتى إيران، لأنه يعني المشاركة في الرؤية الأميركية والاستراتيجية الأميركية، وهذا الذي لا يمكن أن توافق عليه لا إيران ولا حتى روسيا، لكن ترامب يحاول أن يحقق هذه الرؤية، ولكن الأطراف الأخرى لا توافق عليها ولا على عزل الصين".


وفيما يتعلق بالشق اللبناني، يوضح أن "هناك قاعدة أساسية لدى الإيرانيين يعلنون عنها دائمًا بأنهم لم يفاوضوا عن أحد، لذا أعتقد هناك مسألتان تم إسقاطهما من المفاوضات التي كان يأمل الأميركي بالتفاوض حولها، وأسقطا منذ عام 2015، وبالتالي إن اليوم الأمور هي ذاتها، فإدارة أوباما عام 2015 كانت تسعى إلى إدخال عاملين في المفاوضات، هما المنظومة الصاروخية ودور إيران الإقليمي، أيضًا إدارة ترامب حاولت ذلك ولكن لم تحصل على مبتغاها في هذا الأمر،أميركي لذلك، المفاوضات مقتصرة الآن على عنوان وحيد وهو البرنامج النووي".


ويرى بأن "الأمور سوف تخضع للمعادلة التالية، وهي موافقة إيران على خفض تخصيب اليورانيوم من 60 إلى 3.76% وهي النسبة التي كانت عام 2015، مقابل رفع العقوبات، ومقابل أيضًا إشراف دائم للوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية الإيرانية، ويضيئ على مسألة في غاية الأهمية، فالأميركيون يعلمون بأن البرنامج النووي الإيراني غير عسكري، وبالتالي يسعى ترامب إلى رقابة دائمة أو طويلة الأمد على البرنامج النووي السلمي، أما الإيرانيون فلا مشكلة لديهم لأن عسكرة برنامجهم غير واردة، وبالتالي هناك فتوى بتحريم صناعة القنبلة النووية أو الصواريخ النووية أو حتى الترسانة النووية أو تحويل البرنامج النووي من السلمي إلى العسكري، هذا الأمر بالنسبة للإيرانيين غير موجود، وهذا يعلم به الأميركيون، على سبيل المثال، قبل حوالي أسبوعين، صدر تقرير عام من مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية بأن إيران ومنذ عام 2003 لم تتكون لدى هذه الأجهزة أي معلومات عن اتجاه لدى إيران إلى عسكرة برنامجها النووي. ومن دون شك، فهذا التقرير وصل إلى ترامب".


ويعتبر أن "الخاسر الأساسي الذي سوف يكون من أي اتفاق محتمل هو الدول الأوروبية، والتي يبدو أن ترامب أبلغ الفرنسيين والإنجليز بأنه لن يكون لهم أي دور في الاتفاق المقبل أو المتوقع أو المزمع مع إيران، ويسلط الضوء على ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي أشارت إلى أن الاجتماع المغلق بين نتنياهو وبين ترامب لم يكن أمام الكاميرات، لأنه لم يرد الرئيس ترامب أن يفعل بنتنياهو كما فعل بزيلانسكي أمام الكاميرا، ولكنه قال ما قاله داخل الغرف المغلقة، حرفيًا هم يقولون نحن أمام مشهد نصف زيلانسكي، أي أن نتنياهو ذهب إلى واشنطن بعد استدعاء ترامب له على عجل، حيث كان نتنياهو يتوقع بأن يجاريه ترامب برؤيته أن تعتمد الولايات المتحدة الطريقة الليبية في التعاطي مع البرنامج النووي الإيراني، أي تفكيكه، لكن ما سمعه كان مختلفًا، حيث أبلغه ترامب بأنه سائرون نحو الأفق السياسي والدبلوماسي، لذلك خرج نتنياهو خائبًا من اجتماعه الأخير مع ترامب، وهذه خسارة بالنسبة لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة