المحلل والكاتب الصحافي غسان ريفي يؤكّد ، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنه "على مدار 50 عامًا، منها 15 عامًا عاش فيها اللبنانيون مآسي الحرب من قتل وتهجير وتدمير وتشريد وظلم وقهر، فيما تبقى الـ35 عامًا التالية، عاش اللبنانيون فيها يوميًا تحت تهديد عودة الحرب الأهلية".
شعار "تنذكر وماتنعاد" هو شعار إيجابي كما يرى ريفي، لكنه في نظر البعض فارغ من المضمون، فالكل يردد هذه العبارة، ومع كل أزمة أو استحقاق أو صراع أو خلاف، يتم استحضار مصطلحات الحرب والترويج لها، جازمًا أنه لو لم يكن هناك قرار دولي كبير بعدم السماح للبنان بالانزلاق إلى حرب أهلية جديدة، لكان لبنان قد وقع في براثن الحرب الأهلية منذ زمن طويل، والشواهد على ذلك كثيرة".
ويقول: "اليوم، للأسف الشديد، يبدو أن اللبنانيين والتيارات السياسية لم تتعظ من مآسي الحرب الأهلية، فهم يعملون على التحريض وإثارة الفتنة والنفخ في بوقها، مما يؤدي إلى توترات قد تقود المواطنين إلى صراعات قد تنتهي بتصعيدات أمنية، وكلنا نعلم أن لبنان قائم على التوازنات السياسية والطائفية والمناطقية والمذهبية، وأي إخلال بهذه التوازنات قد يؤدي إلى توترات لا نعلم كيف تبدأ ولا كيف تنتهي".
ويضيف: "أي استقواء بالخارج على حساب الداخل، أو أي محاولة للتشفي أو تهميش فئة على حساب فئة أخرى أو طائفة على حساب طائفة أخرى، قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وبالطبع، شبح الحرب الأهلية يلوح في الأفق عند كل استحقاق، فاليوم بعد العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي دمر البشر والشجر والحجر، نرى البعض يستمر في الاستقواء بالخارج، متطوعًا ليكون شرطيًا للخارج على الداخل، ويعتمد لغة التشفي والتخوين، ويسعى لتهميش فئة لصالح فئات أخرى، كل ذلك كان قد تحدث عنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في خطاب الذكرى الخمسين للحرب الأهلية، حيث دعا إلى عدم الاستقواء والكف عن هذا العبث، لأن الحرب ليست في مصلحة أحد، فالمنتصر فيها خاسر، والخاسر فيها هو المقتول، الحرب ليست في مصلحة أحد، وقد جرب اللبنانيون الحرب الأهلية وتبين لهم أنه لا أحد في هذا البلد يستطيع أن يلغي أحدًا أو يهمش أحدًا".
ويختم ريفي: "علينا في هذا البلد المتنوع طائفيًا ومذهبيًا وسياسيًا أن نتعاون فيما نتفق عليه، وأن نعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه، لأننا نريد بناء هذا الوطن والعيش فيه بسلام تحت سقف الدولة، أما من يريد أن يكون رأس حربة لمشاريع خارجية أو أجندات يريد تنفيذها في لبنان لتحقيق مكاسب معينة، فهو يلعب بحياة كل اللبنانيين".