“ليبانون ديبايت”
في زيارة مفاجئة وذات دلالات إقليمية، وصل الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، حيث التقى صباحًا رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، وذلك قبل توجه رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق، في ما بدا أنه تنسيق متقدم تقوده الرياض ضمن مساعيها لتثبيت الاستقرار اللبناني–السوري.
ووفق معلومات “ليبانون ديبايت”، فقد أوفد الأمير بن فرحان من قبل وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي يتولى الملف اللبناني–السوري ويقوده بعناية وحرص بالغين على تحقيق تفاهمات بنّاءة بين الجانبين، انطلاقًا من التوجّه السعودي القائم على الانفتاح وتبريد ساحات النزاع في المنطقة.
وتشير مصادر مطّلعة إلى أن الملف الأول الذي حمله الأمير بن فرحان يتصل بآلية تسليم الموقوفين الجنائيين السوريين من لبنان إلى سوريا، مع استثناء واضح للموقوفين السياسيين من هذا الإجراء. وبحسب المصادر، فإن عدد الموقوفين المعنيين يقارب 800 شخص، وسيُصار إلى ترحيلهم بعد إنجاز التفاهم على آلية التسليم القانونية، علمًا أن الاتفاقات السابقة بين بيروت ودمشق لم تكن تتضمّن تفصيلًا دقيقًا في هذا الشأن.
أما الملف الثاني الذي حضر في اللقاء، فيتعلق بترسيم الحدود اللبنانية–السورية في مختلف النقاط المشتركة، باستثناء تلك الواقعة ضمن نطاق مزارع شبعا. كما جرى التطرق إلى النقاط الحدودية المتنازع عليها بين القرى في البقاع، والتي تسببت في السنوات الماضية بسلسلة إشكالات نتيجة نشاط المهربين، وغياب تحديد واضح للحدود على الأرض.
وتوضح المصادر أن زيارة بن فرحان تندرج في سياق متابعة مباشرة من قبل الرياض لما تم الاتفاق عليه خلال اللقاء الأول بين لبنان وسوريا في العاصمة السعودية، حيث جرى التفاهم على عقد لقاء ثانٍ بعد 60 يومًا من تاريخ الاجتماع الأول، وذلك لاستكمال البحث في المستجدات المتصلة بهذين الملفين الحيويين.
وتعكس هذه الدينامية السعودية بقيادة الأمير خالد بن سلمان، بحسب مراقبين، دورًا فاعلًا للمملكة في إدارة التوازنات الدقيقة على الساحة اللبنانية، وترسيخًا لموقعها كوسيط نزيه في القضايا الثنائية المعقدة التي تهم بيروت ودمشق على حد سواء.