النائب السابق عاصم عراجي، يوضح في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "توجه الرئيس سعد الحريري لعدم المشاركة في هذا الإستحقاق يعكس قراءة واقعية لطبيعة الانتخابات البلدية في لبنان، حيث تعتبر الانتخابات البلدية، بخلاف الانتخابات النيابية، قائمة على اعتبارات عائلية أكثر منها حزبية|، والخيار الأفضل هو عدم زجّ تيار "المستقبل" في هذه المعركة، وذلك تفاديًا لأي انقسام أو توتر في البيئة الاجتماعية".
ويشدد على أنه "لا وجود لأي إقصاء للرئيس سعد الحريري، كما يُروَّج في بعض الأوساط"، مشيرًا إلى أن "المعطيات على الأرض تُظهر حجم التشرذم داخل العائلات، حيث تُشكَّل في بعض الأحيان أكثر من لائحة انتخابية ضمن العائلة الواحدة".
ويقول عراجي: "أنا أتابع هذا الواقع عن بُعد، وأرى أن دخول الأحزاب في هذا المسار لا يُنتج غالبًا إلا شرخًا طويل الأمد بين الناس".
وفي هذا السياق، يذكّر عراجي أنه "في عام 2010، دعا تيار "المستقبل" إلى عدم الدخول في الانتخابات البلدية، انطلاقًا من قناعته بأن الحضور الحزبي في هذه الانتخابات غالبًا ما يؤدي إلى توترات اجتماعية يصعب تجاوزها لاحقًا، لا سيما في القرى والمناطق ذات الحساسية العائلية".
ويؤكّد أن "قرار تيار المستقبل بعدم المشاركة هو قرار صائب، ولا يُرتّب أي تداعيات سلبية، بل على العكس، يُجنّب البيئة الحاضنة التوترات ويُعزز التنافس الديمقراطي على أساس الخيارات المحلية الحرة، دون فرض وصايات سياسية أو حزبية".