وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، الضربة الصاروخية الروسية التي أودت بحياة 34 شخصاً على الأقل في مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا، بأنها "أمر مروّع"، مشيراً إلى أن ما حدث ربما كان "خطأً".
وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان": "أعتقد أنه أمر فظيع. وقد قيل لي أنهم ارتكبوا خطأ. لكنني أعتقد أنه أمر مروّع". وأضاف، "هذه حرب بايدن، ليست حربي... أحاول فقط إيقافها لإنقاذ الأرواح".
وكان البيت الأبيض قد اعتبر الضربة تذكيراً بـ"الحاجة الملحة لإنهاء هذه الحرب الرهيبة". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بريان هيوز، أن "الهجوم الصاروخي على سومي هو تذكير صارخ بمدى أهمية جهود الرئيس ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب"، من دون أن يحمّل روسيا المسؤولية المباشرة.
وفي السياق ذاته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي ترامب إلى زيارة أوكرانيا للاطلاع عن قرب على حجم الدمار الذي خلفه الهجوم الروسي. وقال في مقابلة مع شبكة "CBS" الأميركية: "قبل اتخاذ أي قرارات أو بدء مفاوضات، أدعوه إلى أن يأتي ويرى المدنيين والمقاتلين والمستشفيات والكنائس والأطفال... ثم نبدأ بخطة لإنهاء الحرب".
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب ضربة صاروخية روسية استهدفت مدينة سومي، يوم الأحد، خلال احتفالات أحد الشعانين، وأدت إلى مقتل 34 مدنياً على الأقل، بينهم طفلان، وإصابة أكثر من 117 آخرين، وفق ما أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية.
ونشرت السلطات المحلية صوراً مروعة تظهر جثث الضحايا في الشوارع، مدنيين مصابين، وسيارات محترقة، فيما أعلنت الحداد ثلاثة أيام. وأكّدت شاهدة عيان لوكالة فرانس برس أن أحد الصواريخ أصاب منطقة قريبة من معهد الاقتصاد التابع للبنك الوطني الأوكراني، قائلة: "إنه جنون… هناك كثير من الجثث".
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية أن الضربة وقعت وسط المدينة، حيث كان عدد كبير من المواطنين يتجولون في الشوارع، مشيرة إلى أن الصواريخ أصابت مدنيين في منازلهم وداخل وسائل النقل العام والسيارات.
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، أن الهجوم تم بواسطة صاروخين بالستيين من طراز "إسكندر-إم/كن-23"، واتهم اللواءين الروسيين 112 و448 بتنفيذه، داعياً إلى محاسبة من وصفهم بـ"مجرمي الحرب" الذين أعطوا الأوامر.
من جهته، وصف المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، الهجوم بأنه "يتجاوز كل حدود الأخلاق"، فيما عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن حزنه، واصفاً الضربة بأنها "مروعة"، ومقدماً تعازيه لذوي الضحايا.