اقليمي ودولي

العربية
الأحد 13 نيسان 2025 - 15:19 العربية
العربية

إيران تكشف تفاصيل محادثاتها مع الولايات المتحدة

إيران تكشف تفاصيل محادثاتها مع الولايات المتحدة

قالت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، إن أجندة المفاوضات التي أُجريت مع الولايات المتحدة يوم أمس في سلطنة عُمان، اقتصرت على مناقشة ملف البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الغربية المفروضة على طهران.


وأوضح المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، أن مكان انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات "قد يتغير"، لكنه أكد أن سلطنة عُمان ستبقى الوسيط بين طهران وواشنطن، مشددًا على أن المحادثات المقبلة، المقررة نهاية الأسبوع المقبل، ستُجرى أيضًا "بشكل غير مباشر".


وكانت إيران قد أعلنت أن الولايات المتحدة أعربت عن رغبتها في التوصل إلى اتفاق نووي "في أقرب وقت ممكن"، بعد جولة المباحثات التي وُصفت بالنادرة والتي جرت السبت في مسقط. ويأتي ذلك في وقت يلوّح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة جديدة.


قاد الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، أحد أبرز مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، فيما ترأس الوفد الأميركي مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، وهو رجل أعمال ومستشار رئاسي. وقد التقى الطرفان وجهاً لوجه لفترة وجيزة.


وقال عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني: "الجانب الأميركي عبّر عن رغبته في اتفاق قريب، لكن ذلك لن يكون سهلاً وسيتطلب جهوزية من الطرفين"، مضيفًا أن الاجتماع المقبل سيُعقد السبت المقبل، وأنه "يُفترض أن يحقق تقدماً ملموساً".


من جهته، قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "أعتقد أن المحادثات تسير بشكل جيد. لا شيء يُحسب حتى يتم إنجازه". فيما وصف البيت الأبيض اللقاء بأنه "خطوة إلى الأمام"، مؤكدًا التفاهم على عقد اجتماع جديد يوم السبت المقبل.


وتوسط وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي في اللقاء الذي استضافه فندق "البستان" الفخم في العاصمة مسقط، والذي خلا من أي مؤشرات أمنية لافتة أو أعلام إيرانية وأميركية في الأماكن العامة.


ورغم أن الأميركيين دعوا إلى إجراء محادثات مباشرة، فإن وزارة الخارجية الإيرانية أكدت أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بشكل مباشر "لبضع دقائق" فقط، بينما جرى التواصل في مجمله عبر الوسيط العُماني.


وفي السياق، قال البوسعيدي إن المحادثات جرت في "أجواء ودّية"، مشيرًا إلى أن الهدف هو التوصل إلى "اتفاق عادل وملزم"، وأضاف: "سنواصل العمل سويًا لتحقيق ذلك".


ويُعد هذا اللقاء الأرفع مستوى بين الجانبين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في أيار 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، علمًا أن الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، نصّ على رفع العقوبات عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.


وقال عراقجي في تصريح نُشر عبر التلفزيون الرسمي قبل انطلاق اللقاء، إن إيران تسعى إلى "اتفاق عادل ومشرّف قائم على المساواة"، معتبرًا أن هذا هو الموقف الذي تأمل أن يتبناه الطرف الآخر أيضًا.


وأشار بقائي، في منشور على منصة "إكس"، إلى أن الوفدين كانا في "صالات منفصلة"، وأن وزير الخارجية العُماني تولى نقل الرسائل بينهما.


وترغب إيران في التوصل إلى اتفاق يخفف من حدة العقوبات التي تقيّد اقتصادها منذ سنوات. كما أنها وافقت على العودة إلى طاولة التفاوض رغم معارضتها سياسة "الضغوط القصوى" التي تتبعها إدارة ترامب، والتهديدات المتكررة باستخدام القوة.


في المقابل، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.


وفي تعليق لصحيفة وول ستريت جورنال، قال ويتكوف إن "موقفنا الحالي يتمثل في تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، مضيفًا: "نعرف أن هذا أمر لن تقبل به طهران بسهولة، لكننا سنبحث عن حلول وسطية".


وخلال حديث مفاجئ الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن هذه المحادثات من البيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال: "أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".


وفي رد على التهديد الأميركي، ألمحت إيران إلى احتمال طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما وصفته واشنطن بأنه سيكون "تصعيداً خطيراً".


وكان الاتفاق النووي الأصلي قد وقّعته إيران مع كل من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، روسيا، والصين، بهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض مدنية بحتة.


ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق، تراجعت طهران تدريجياً عن التزاماتها، وبدأت مطلع كانون الأول الماضي، تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأة "فوردو"، ما يزيد إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من الـ90% المطلوبة لتصنيع سلاح نووي.


وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير أن إيران باتت تمتلك 274.8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، معربة عن "قلق عميق".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة