المحلية

الوكالة الوطنية للاعلام
الأحد 13 نيسان 2025 - 12:51 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

"برامج أمركة"... قبلان: سلاح المقاومة جزء من الصيغة الوطنية

"برامج أمركة"... قبلان: سلاح المقاومة جزء من الصيغة الوطنية

وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالةً في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وصفها بـ"الذكرى المشؤومة"، معتبرًا أنّ الحرب كانت وما تزال "لعبة أمم" تُدار من الخارج وتُستغل لتفكيك لبنان وإضعافه من الداخل. وقال قبلان في رسالته: "لأن الحرب الأهلية بكل ما فيها من ويلات وفظاعات كانت وما زالت لعبة أمم، أقول للشعب اللبناني العزيز ولكافة القوى السياسية والروحية: اللحظة للبنَنَة قضايا البلد، بعيداً عن الضغط الخارجي وبرامج الأمركة التي بلغت ذروتها بكل المستويات، وهي تتعارض بشدة مع كل مراتب السيادة الوطنية. لقد باتت هذه البرامج تفرض نفسها على الخطاب السياسي وأولوياته، متجاهلة الكوارث الهيكلية التي يعاني منها لبنان".


وأضاف: "نحن في مرحلة تاريخية معقّدة وحسّاسة، حيث الإنقسام السياسي خطير، والأخطر منه هو الاختلاف في الخيارات الوطنية. اللعبة الدولية اليوم موجودة ومؤثّرة في كل مفاصل الدولة، في ظلّ أقفال سياسي ولغة حاقدة تضع البلد في خنادق، وسط نزعة للثأر السياسي وأدوار رخيصة موظفة لصالح الخارج". ودعا المفتي قبلان إلى حماية العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، ومنع الفتنة، وإغلاق منابر التحريض، لا سيما ما وصفه بـ"الإعلام المرتزق"، مشددًا على أنّ "لا قوة وطنية أهم للبنان من دولة مواطنة قوية تمتلك قدرات سيادية ذاتية قادرة على مواجهة إسرائيل وإرهابها، وفق نظام لا طائفية سياسية فيه، بل نظام مواطنة شامل للنهوض بالحقوق العامة".


وأشار إلى أن "الإغلاق السياسي لقضية تطوير النظام اللبناني يضع البلد تحت رحمة النزعة الطائفية واللغة الميليشياوية التي تنهك الدولة والناس"، مؤكداً أن "الدولة منذ نشأتها التاريخية تعاني من إنهاك متراكم وفشل هيكلي وسرطان طائفي وخلل عمودي جعلها مكشوفة على لعبة الأمم". وفي سردٍ لتحديات الدولة، قال: "منذ زمن بعيد والبلد بلا كهرباء، بلا ماء، بلا ضمان شامل، بلا بنية تحتية، بلا مكاتب بطالة، بلا دعم اجتماعي، بلا سياسات تعليم مجاني، بلا أرضية نهوض، بلا برامج إغاثة، بلا نظام شيخوخة، وبلا اقتصاد منتج أو سياسة مضادة للفقر والأمية والبطالة، وسط تهديد دائم من إسرائيل وعدوانيتها".


وتابع قبلان: "الاحتلال الإسرائيلي لبيروت وإخراجه لاحقاً مثال حيّ على هشاشة الواقع اللبناني، وضرورة التمسّك باستراتيجية دفاعية واضحة يكون فيها للجيش والمقاومة دور وطني موحّد في إطار مواثيق الأمن الوطني"، مضيفاً أن "حصر مشكلة البلد بسلاح المقاومة هو خطأ استراتيجي، والدولة غير قادرة على حماية لبنان بقدراتها الذاتية فقط".


وفي سياق متصل، شدد المفتي على أنّ "لبنان لا يتحمّل أي مقامرة دولية أو تصفية حسابات سياسية أو لعبة وكيل، فالقرى الأمامية ما زالت تعاني، والدولة غائبة عن الموقف المقنع"، داعياً إلى "إعادة توظيف قوة الأجيال اللبنانية في السوق المحلي، وتأمين حقوق المواطنة، وبناء دولة وطنية تُنهي حالة الإرتزاق السياسي وتُعيد ترتيب الأولويات".


وختم رسالته بالقول: "لبنان ليس مشروعًا عقاريًا بل وطن تاريخي ما زال ينزف من دماء أبنائه الذين حرّروه وما زالوا يدافعون عنه. لا خيار أمامنا سوى بناء دولة عادلة جامعة، تقوم على محبة بَنِيها، وتؤمّن حقوقهم وأرضيتهم الوجودية، وتمنع الفتنة التي بدأت بـ'بوسطة عين الرمانة' وما زالت آثارها ماثلة حتى اليوم".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة