في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وقف رئيس الحكومة نواف سلام دقيقة صمت في ساحة الشهداء في وسط بيروت، ووضع إكليلًا من الزهور على نصب الشهداء تكريمًا لضحايا الحرب الأهلية. وأكد سلام في كلمته خلال المراسم أن هذه الذكرى ليست فقط للتأمل في مآسي الماضي، بل أيضًا للتعلم منها والعمل على بناء لبنان أكثر وحدة وأمانًا للمستقبل.
وفي حديثه عن أهمية وحدة اللبنانيين، قال رئيس الحكومة: "هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين في مناسبات مختلفة، واليوم هي فرصة لاستعادة ثقة اللبنانيين في دولتهم". وأضاف: "يهمنا أن نساهم في عملية الإصلاح واستعادة الثقة بالوطن، وأن نعمل معًا لبناء لبنان قوي وقادر".
وعن الذكرى التي وصفها بأنها "علمت فينا"، أكد سلام أنها كانت درسًا يجب أن نتعلم منه جميعًا، قائلًا: "حان الوقت لبناء دولتنا القوية والموثوقة، وهذا مسؤولية تقع على عاتقنا نحن المسؤولين عن هذا البلد، فلا بد من استعادة الثقة التي فقدها المواطنون في الدولة". كما أكد أن "هذه الذكرى تذكرنا بضرورة عدم العودة إلى ما عاناه أهلنا، وتحثنا على بناء وطن يضمن للجميع حياة كريمة وآمنة".
وفيما يتعلق بزيارته المرتقبة إلى سوريا، قال رئيس الحكومة: "سأبحث قضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية خلال زيارتي غدًا إلى سوريا، وأتمنى أن أعود بأخبار طيبة بشأن هذه القضية". وأضاف أنه سيوافي اللبنانيين بتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع بعد العودة من الزيارة.
وعن قانون السرية المصرفية، أشار سلام إلى أهمية الإصلاح في هذا المجال، قائلاً: "هناك من استفاد من السرية المصرفية لتبييض الأموال، لكن الإصلاح في هذا الجانب سيكون له دور كبير في استعادة الودائع المفقودة". وقال إن هذا الإصلاح يشكل جزءًا من التزام الحكومة بمكافحة الفساد وضمان الشفافية في النظام المصرفي.
وفيما يخص الوضع في الجنوب، أكد سلام أن "لا داعي لبقاء إسرائيل في هذه النقاط المحتلة، فنحن في زمن الأقمار الاصطناعية التي تجعل من الممكن معرفة ما يجري على الأرض دون الحاجة إلى وجود نقاط احتلال". وأعرب عن الأمل في أن يتم تحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وفقًا للقرارات الدولية.
وختم رئيس الحكومة نواف سلام كلمته بالتأكيد على أن الوقوف اليوم في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية لا يهدف إلى فتح جراح جديدة، بل هو بمثابة تذكير للمواطنين بالعديد من الدروس التي يجب أن تظل حاضرة في الذاكرة الوطنية. وقال: "كل الانتصارات كانت زائفة، وكل الأطراف خرجت خاسرة، سواء اختلفت الآراء حول أسباب الحرب أم لا، فإن الجميع يتفق على مسألة غياب الدولة أو عجزها، وهو ما نعمل اليوم على إصلاحه".
الـــمــــزيــــــــــد
