تسعى قوات الحكومة السورية الجديدة إلى تضييق الخناق على طرق التهريب التي تعبر الحدود الوعرة مع لبنان، والتي تمتد على طول 375 كيلومترًا، وتعد آخر نقطة وصل بين سوريا ولبنان، حيث استخدمتها إيران والجماعات المتحالفة معها، بما في ذلك حزب الله، لنقل الأسلحة والأموال والوقود.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، قال إن التطورات الأخيرة قد غيرت الصورة بشكل كبير. وأضاف التقرير: "بعد أن أطاح مسلحو الفصائل السورية بنظام الرئيس بشار الأسد في كانون الأول، أصبحت القوة الإيرانية وحليفها حزب الله في موقف صعب للغاية".
وقد خسر حزب الله السيطرة على عدة مناطق رئيسية مثل تدمر والقصير والبوكمال شرقًا، وهي نقاط عبور حيوية بين سوريا ولبنان. في الوقت نفسه، تسعى إيران للحفاظ على خطوط إمدادها وزعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وفقًا لما ذكره مسؤولون أمنيون في أوروبا والمنطقة.
الهيمنة الإيرانية على هذه الممرات الاستراتيجية تعرضت لانتكاسة كبيرة، لا سيما بعد تعرض حزب الله لهجوم مركز من الجيش الإسرائيلي في لبنان. ورغم ذلك، يواصل الحزب محاولاتها لتجديد مخزوناتها من الأسلحة وجمع الأموال لتعويض خسائرها في لبنان.
ونقلت عن قائد ميداني في القوات الحكومية السورية، أنها تسعى لقطع طرق التهريب عبر اشتباكات دامية، وكان أشدها الشهر الماضي، والتي تدخل فيها الجيش اللبناني عبر تنفيذه عمليات قصف رداً على قصف داخل أراضيه، بينما نفى حزب الله مشاركته. وتعتبر المنطقة المحيطة بالحدود اللبنانية نقطة حيوية لحزب الله، حيث استُخدمت كمركز لتصنيع المخدرات وعبور الأسلحة والعناصر المقاتلة.
وأشار التقرير إلى أن قوات الحكومة السورية اكتشفت 15 مصنعًا لتصنيع الكبتاغون في القرى الحدودية، وهي تجارة استفاد منها كل من نظام الأسد. وقدّر مسؤولون محليون قيمة هذه التجارة بعشرات الملايين من الدولارات.
في القصير، التي تبعد عشرة كيلومترات فقط عن الحدود اللبنانية، تحولت المنطقة الصناعية إلى مخزن أسلحة ضخم يغطي مساحة شاسعة. وأدى القصف الإسرائيلي إلى تحطيم نوافذ المباني، مع اكتشاف صناديق الذخيرة داخل هذه المنشآت.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال عناصر شبكة إيران، خاصة تلك المرتبطة بـ حزب الله، نشطة في سوريا، حيث اعترضت الحكومة السورية الجديدة أكثر من 12 شحنة متجهة إلى لبنان. وكانت إحدى العمليات الأمنية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية في كانون الثاني قد أسفرت عن اكتشاف صناديق طائرات بدون طيار مخبأة في شاحنة محملة بأعلاف الحيوانات.
وفي النهاية، أضاف التقرير أن حزب الله يمتلك مخزونًا ضخمًا في سوريا، ويعمل على نقله عبر الشبكات السورية المتاحة، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
الـــمــــزيــــــــــد
