في تصعيد جديد يطال المنشآت الطبية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفًا استهدف المستشفى المعمداني الواقع في قلب مدينة غزة، ليل السبت، ما أسفر عن تدمير أقسام حيوية فيه وإخراج عشرات المرضى والجرحى إلى الشوارع، وفق ما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، سبق القصف اتصالٌ من شخص قال إنه ينتمي إلى جهاز الأمن الإسرائيلي، هدد خلاله باستهداف المستشفى، ما دفع الطواقم الطبية إلى إخلاء المبنى قسرًا من المرضى والجرحى.
وفي وقت لاحق، زعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، أن "الجيش الإسرائيلي هاجم الليلة الماضية مجمعًا للقيادة والسيطرة في شمال قطاع غزة كان يقع داخل مستشفى الأهلي المعمداني والذي استغله عناصر من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل".
#عاجل ? هاجم جيش الدفاع الليلة الماضية مجمعًا للقيادة والسيطرة في شمال قطاع غزة كان يقع داخل مستشفى الأهلي المعمداني والذي استغله عناصر إرهابية من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ومواطني دولة إسرائيل.
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 13, 2025
⭕️قبل الغارة تم اتخاذ خطوات لتقليص احتمال… pic.twitter.com/fJuWT2htQg
وأضاف ادرعي، "قبل الغارة تم اتخاذ خطوات لتقليص احتمال اصابة المدنيين في المستشفى شملت توجيه انذار مسبق في المنطقة واستخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والاستطلاع الجوي".
وأشار إلى أن "حماس تنتهك بشكل ممنهج أحكام القانون الدولي مستغلة بشكل سخيف المباني والمرافق المدنية والسكان بغية تنفيذ اعتداءات".
وتابع ادرعي، "لقد حذر الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا بضرورة التوقف عن استخدام المرافق الصحية في قطاع غزة لاغراض عسكرية".
وختم: "سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل بحزم ضد عناصر حماس".
كأن القيامة قامت
— MO (@Abu_Salah9) April 13, 2025
لحظة حرق وقصف مستشفى المعمداني وخروج المرضى والجرحى بمعجزة من المكان
اقف مذهول امام المشهد، هذه مستشفى !! pic.twitter.com/vFC78fFWgI
وأفادت مصادر ميدانية أن صاروخين أطلقتهما طائرات الاحتلال دمّرا قسم الاستقبال والطوارئ، إضافة إلى مبنى العمليات الجراحية ومحطة توليد الأكسجين الطبي، ما أدى إلى خروج تلك المرافق عن الخدمة بشكل كامل.
في أعقاب القصف، شوهد عشرات المرضى والجرحى وهم يرقدون في العراء على أرصفة الشوارع المحيطة بالمستشفى، وسط غياب شبه تام للقدرة على تقديم العناية الطبية، بينما وُصفت حالة العديد منهم بـ"الحرجة".
من جانبها، أكدت الحكومة الإسرائيلية أن العمليات العسكرية في غزة ستستمر "حتى إطلاق سراح جميع الرهائن"، الذين يقدّر عددهم بـ59، إضافة إلى "القضاء الكامل على حركة حماس".
في المقابل، شددت حركة حماس على أنها لن تُفرج عن الرهائن إلا في إطار اتفاق شامل ينهي الحرب، رافضة أي مطالب بتسليم السلاح أو القبول بتهدئة دون ضمانات واضحة.
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، تجاوز عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية 50 ألف قتيل منذ بداية الحرب، فيما اضطر الغالبية العظمى من السكان إلى النزوح، بعد أن تحولت مناطق واسعة من القطاع إلى أكوام من الركام والأنقاض.
وتواصل كل من مصر وقطر والولايات المتحدة جهود الوساطة بين الطرفين، في محاولة لإحياء مسار التهدئة وإعادة الاتفاقات السابقة إلى سكة التنفيذ، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية متفاقمة.