خاص ليبانون ديبايت

ليبانون ديبايت
الأحد 13 نيسان 2025 - 07:13 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

خطورة أن يكون للبنان رئيس حكومة مغترب

خطورة أن يكون للبنان رئيس حكومة مغترب

"ليبانون ديبايت"


في خطوة أثارت استغرابًا واسعًا واستهجانًا أشد، أصدر رئيس الحكومة نواف سلام تعميمًا رسميًا دعا فيه اللبنانيين إلى الوقوف دقيقة صمت عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الأحد 13 نيسان، إحياءً للذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. لكن ما غاب عن مستشاري الرئيس – أو تم تجاهله عمدًا – أن هذا التاريخ يتزامن مع أحد الشعانين، وهو أحد أبرز الأعياد في الطقوس المسيحية، حيث تُقام القداديس في التوقيت ذاته الذي دعا فيه سلام إلى التوقف عن الحركة والتأمل.


القرار، الذي وُصف من قبل كثيرين بأنه منفصل عن السياق الديني والاجتماعي للبلاد، اعتُبر دليلًا إضافيًا على غياب الحساسية المطلوبة في إدارة شؤون دولة متعدّدة الطوائف والانتماءات. فكيف يُعقل أن تمرّ مناسبة بهذه القدسية مرور الكرام في حسابات رئيس حكومة يُفترض أنه يحمل مشروعًا إصلاحيًا جامعًا؟ وكيف تُختار الثانية عشرة ظهرًا – توقيت القداديس – للحظة صمت، دون أن يُؤخذ في الاعتبار معنى هذا اليوم لدى المسيحيين؟


المفارقة الأكبر أن التعميم نفسه يرفع شعار “منتذكّر سوا، منبني سوا”، في حين أن ما حصل يعكس انعدام الحدّ الأدنى من التفكير الجماعي والتشاركي، ويُظهر الدولة وكأنها تُحيي ذكرى وطنية على حساب خصوصية دينية، بدل أن تجمع اللبنانيين حولها.


في بلد لا تزال جراح الحرب فيه مفتوحة، لا يمكن فصل الذاكرة الجماعية عن الاحترام العميق لمكوّنات المجتمع، ولا يجوز أن تُختصر المصالحة بدقيقة صمت تُوقّت لها السلطة دون تشاور أو تقدير لعقيدة أو مناسبة.


وإذا كان هذا القرار العشوائي قد مرّ بلا تدقيق أو مراجعة، فإنه يعيد فتح النقاش حول خطورة أن يتولى رئاسة الحكومة شخص مغترب، قضى معظم حياته في الخارج، بعيدًا عن نبض الشارع اللبناني، ولم يعايش تفاصيل البلاد وتعقيداتها السياسية والطائفية والاجتماعية. فالإدارة عن بُعد لا تكفي، والانطباعات النخبوية لا تبني وطنًا، خصوصًا حين يتعلق الأمر بدولة مثل لبنان، حيث الحساسية الدقيقة لكل كلمة وتوقيت ومناسبة قد تعني الكثير.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة