نفت إيران تمامًا تقريرًا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، والذي تحدث عن تراجع المرشد الإيراني علي خامنئي عن موقفه الرافض للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة. وأكد عضو مكتب حفظ ونشر مؤلفات المرشد الإيراني، مهدي فضائلي، أن ما ورد في التقرير هو "محض كذب" و"عملية نفسية"، معتبراً أن هذا النوع من التقارير يهدف إلى نشر الفوضى وإرباك المواقف السياسية.
وكان التقرير قد أشار إلى أن قادة السلطات الثلاث في إيران وعددًا من كبار المسؤولين الإيرانيين قد طالبوا خامنئي، خلال اجتماع خصص للنظر في رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعادة النظر في موقفه المتشدد تجاه التفاوض مع واشنطن. وأكدت الصحيفة أن هؤلاء المسؤولين حذروا من أن الأزمة الاقتصادية المستمرة وتهديدات الحرب قد تؤدي إلى انهيار النظام الإيراني إذا استمر الوضع على حاله.
على الرغم من ذلك، أصر المسؤول الإيراني على أن خامنئي متمسك بموقفه الرافض لأي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في ظل الظروف الحالية. وكان المرشد الإيراني قد أكد في مناسبات سابقة أن التفاوض مع الولايات المتحدة "غير حكيم وغير عقلاني وغير مشرّف"، مشددًا على أنه لا يوافق على الحوار المباشر طالما أن الظروف لم تتغير.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث بدأت اليوم محادثات نووية في العاصمة العمانية مسقط بين الولايات المتحدة وإيران، وهي المحادثات الأعلى مستوى منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018. الرئيس الأميركي كان قد هدد في وقت سابق باتخاذ إجراءات عسكرية في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد.
هذه المحادثات تُجري وسط ضغوط كبيرة على إيران، في ظل العقوبات المستمرة عليها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، فضلاً عن التحديات الإقليمية التي تواجهها طهران، مثل الضغوط العسكرية على حلفائها في المنطقة. وتأتي هذه المحادثات بينما تشهد المنطقة تحولات سياسية كبيرة، خاصة بعد الحروب التي خاضتها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان، التي أضعفت حلفاء إيران الرئيسيين مثل حركة حماس وحزب الله، بالإضافة إلى الضغوط المستمرة على الحوثيين المدعومين من إيران.
وبينما كانت طهران قد أكدت سابقًا على أهمية الوصول إلى "اتفاق عادل ومستدام" مع الولايات المتحدة، فإن واشنطن تواصل محاولاتها لإجبار إيران على إنهاء برنامجها النووي، بهدف منعها من الوصول إلى القدرة على تطوير سلاح نووي.
الـــمــــزيــــــــــد
