"ليبانون ديبايت"
تتعدد القراءات المحلية والدولية حول ما هو مطلوب من لبنان اليوم والذي يتحدث عنه بشكل مباشر وليس عبر رسائل مشفّرة، كل الموفدين الدوليين الذين يزورون بيروت دورياً من أجل عرض خارطة الطريق للعبور إلى مرحلة التعافي. ولا تُخفي مصادر نيابية مطلعة بأن المعادلة واضحة للجميع لجهة الشروط المطلوبة وهي تنفيذ القرارات الدولية. وعليه، تعزو المصادر النيابية، الإيقاع السريع الذي فرض نفسه في الخطوات التي تتخذها حكومة الرئيس نواف سلام، إلى تمكين المؤسسات الرسمية من تمرير المرحلة الراهنة بنجاح.
وتكشف المصادر النيابية لـ"ليبانون ديبايت"، بأن هذا الحراك يتواكب مع دعم إقليمي ودولي وذلك بغضّ النظر عن الصورة القاتمة على الساحة الإقليمية وال"لايقينية" على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق توضح المصادر أن الحرب لا تزال مستمرة في غزة والجزء الثاني لهذه الحرب لا يزال مستمراً أيضاً في لبنان ولو بطريقة مختلفة، في ظل التجاوزات لوقف إطلاق النار في مرحلته الأولى وبعدما تمّ القفز فوقه في المرحلة الثانية، وهو ما لا تتحمل مسؤوليته الدولة اللبنانية، بل يتعلق ب"ضمانة مُبهمة" كانت السبب في الوصول إلى الواقع الحالي من الخروقات الإسرائيلية.
وبالتالي فإن ما تقوم به إسرائيل في لبنان من اعتداءات تصنّفه هذه المصادر ك"جزءٍ من القتامة الإقليمية وأيضاً كجزءٍ أساسي من هذا الإتفاق، وكأنه استمرار للمعركة إنما بطريقة مختلفة ريثما يتمّ تطبيق الإتفاق بطريقة متدرجة وليس متدحرجة، خصوصاً من الجانب اللبناني الذي عليه أن يطبّق النقاط الأساسية من هذا الإتفاق، والتي تعكس القرارات الدولية الجوهرية التي تحكم طبيعة الحدود اللبنانية وطبيعة السلطة في لبنان وكيفية الأداء".
وفي موازاة هذه الصورة الإقليمية، تتحدث المصادر عن " حفلة جنون على المسرح الدولي بفعل القرارات الأخيرة حول رفع الرسوم الجمركية التي تصدر تباعاً عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يعتمد استراتيجية الصدمة والترهيب، وذلك إمّا للتراجع وإمّا للتفاوض، مع العلم أن ترامب مدرك أن تداعيات رفع الرسوم ينعكس سلباً على الولايات المتحدة قبل غيرها، خصوصاً وأن الإقتصاد الأميركي يعتمد على الواردات، لذلك فهو يحاول تحقيق العدالة على طريقته التي تقوم على معادلة التفتيش عن الصفقات".