اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الجمعة 11 نيسان 2025 - 14:00 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

فصائل العراق أمام مفترق طرق... و"فتوى خامنئي" تُعزز التهدئة!

فصائل العراق أمام مفترق طرق... و"فتوى خامنئي" تُعزز التهدئة!

سلطت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير موسع الضوء على واقع الفصائل والأحزاب الشيعية العراقية التي تجد نفسها اليوم بين مسارين متضادين تحركهما واشنطن وطهران. فمن جهة، يتعين على هذه الفصائل حماية نفوذ نظام "ولاية الفقيه" في المنطقة، ومن جهة أخرى، يتوجب عليها التكيف مع الشروط الأميركية الصارمة التي تطالبها بالتخلي عن سلاحها.


وتتسارع هذه الضغوط مع اقتراب موعد المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين في سلطنة عمان يوم السبت المقبل، ما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لهذه الفصائل، التي تجد نفسها في مفترق طرق بين قوتين عظيمتين.


وقد حصلت بعض الفصائل على "فتوى" من المرشد الإيراني علي خامنئي تجيز لها اتخاذ قرارات تُجنبها الضغوط الأميركية، وذلك دون التفريط في النظام السياسي الموالي لطهران. كما أن الجنرال إسماعيل قاآني، قائد "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، ترك في بغداد فريقًا مصغرًا لإدارة الملفات السياسية والميدانية، بما في ذلك تنفيذ توصية "صفر عمليات" ضد الأميركيين في الوقت الحالي.


في تقريرها، كشفت الصحيفة أن هذه الفتوى منحت الفصائل العراقية مرونة كافية لتجنب الهجمات الأميركية والإسرائيلية خلال الأشهر الماضية، وهو ما فُهم على أنه ضوء أخضر لمرحلة تهدئة تكتيكية، بينما لا يزال النقاش الداخلي في "الإطار التنسيقي" العراقي يتركز حول ضمان استمرار وجود القوى الموالية لولاية الفقيه داخل النظام السياسي العراقي، بدلاً من البحث في نزع سلاح هذه الفصائل.


ويبدو أن المناقشات بين القوى الشيعية في العراق لا تهدف إلى نزع سلاح الفصائل المسلحة، بل إلى إيجاد صيغة لضمان بقاء هذه القوى داخل النظام السياسي العراقي، وهو ما وصفه البعض بـ"التضحية بالجنين لحماية الأم". ومع ذلك، لا يبدو أن هذه التطمينات كافية لإقناع الأميركيين بأن تهديدات الفصائل الموالية لإيران سيتم القضاء عليها فعلياً.


في هذا السياق، قال أحد القياديين في فصيل شيعي بارز أن "الفصائل هي من تقرر مصير سلاحها"، مؤكدًا أن القرار في هذا الشأن مرتبط بتقدير المصلحة الإقليمية بشكل عام.


وتابع التقرير أنه في أواخر عام 2024، قام ممثلون عن أحد الزعماء الشيعة في "الإطار التنسيقي" بزيارة إيران للقاء خامنئي، حيث سألوا عن استمرار فتوى "حرب الإسناد" التي صدرت منذ عملية "طوفان الأقصى". وأفاد المسؤولون بأن خامنئي أشار إلى أن "ردّ الضرر أولى" في ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية، وهو ما أكد للزعيم الشيعي أن الفتوى لا تزال سارية.


وفيما تتصاعد الضغوط الأميركية على بغداد بشأن سلاح الفصائل، بات من الواضح أن العديد من الفصائل الشيعية تتخبط بين المطالب الإيرانية والأميركية، إذ ترى نفسها محاصرة بين مسارين متضادين. وأشار أحد القياديين إلى أن "المجموعات العراقية الملتزمة سياسياً وأمنياً بالمرشد الإيراني، واقتصاديًا وأمنيًا بالإدارة الأميركية، باتت الآن وسط هذا التوتر".


وفي الوقت نفسه، تتزايد الضغوط الأميركية لتسريح الفصائل المسلحة، حيث كررت الإدارة الأميركية طلبها بتطبيق برنامج لتسريح وتأهيل عناصر "جميع التشكيلات العسكرية التي لا تخضع لسلطة الدولة"، وهو ما يتضمن تصفية معامل المسيّرات وتجريد الفصائل من أسلحتها.


وقد أرسلت الإدارة الأميركية في 9 نيسان 2025 رسالة جديدة إلى بغداد، مفادها أن برنامج تسريح الفصائل لا يزال قائماً، مع التأكيد على ضرورة أن يكون السلاح تحت سلطة الحكومة العراقية ومراقبة الولايات المتحدة.


وتستمر المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين في ظل تضارب مصالح اللاعبين الشيعة في بغداد. وفي حين تراهن كل من واشنطن وطهران على تحييد فصيل مسلح أو أكثر، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان أحد الفصائل سيقرر رفع الراية البيضاء قبل نهاية المفاوضات.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة