في قضية تهدد بإحياء التوتر من جديد بين فرنسا والجزائر، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على مشتبه بهم في محاولة اغتيال معارض جزائري مقيم في باريس، فيما قالت وسائل إعلام فرنسية إن الشكوك تحوم حول تورط السلطات الجزائرية في العملية.
وقالت صحيفة "لوباريزيان" إن الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص، يوم الثلاثاء، كجزء من تحقيق في عملية كانت تهدف إلى اغتيال الصحفي والمعارض الجزائري أمير ديزاد (الاسم الحقيقي: أمير بوخرص)، اللاجئ السياسي المقيم في فرنسا.
واشتهر ديزاد، البالغ من العمر 42 عامًا، بمقاطع فيديو ومشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد فيها السلطات الجزائرية والفساد الذي يقوض النظام العسكري، وهو السبب الذي سمح له بالحصول على وضع لاجئ في فرنسا، كما رفضت السلطات الفرنسية عدة مرات تسليمه للجزائر بناءً على مذكرات اعتقال صادرة عن الدولة الجزائرية.
وتنقل الصحيفة أن بوخرص اختطف في 29 نيسان الماضي من قبل رجلين ادعيا أنهما رجال شرطة وأخبراه أنه سينقل إلى أمستردام في هولندا لأن مسؤولًا جزائريًا يريد الدردشة معه، وتم تخديره قبل أن يُطلق سراحه ليجد نفسه مرميًا في غابة.
وفقا للصحيفة، كان هناك عقد لقتله أو نقله إلى الجزائر ليواجه عقوبة الإعدام، لكن الخطة فشلت لأسباب مالية وفنية. وتقول الصحيفة إنه وفقًا للتحقيق، تلقى أحد المشتبه بهم الأربعة الموقوفين أوامر من أحد أعضاء القنصلية الجزائرية في فرنسا، الذي يُعتقد أنه ضابط في جهاز الاستخبارات الجزائري.
وتشتبه الشرطة الفرنسية في أن هذا الشخص هو مبعوث من النظام الجزائري وهو المسؤول عن تنفيذ الانتقامات السرية في فرنسا.
وخلال الأشهر الثمانية الماضية، تميزت العلاقات بين البلدين بحرب تصريحات إعلامية وسياسية، وتأججت عقب اعتقال الكاتب بوعلام صنصال في 16 تشرين الثاني 2024 في العاصمة الجزائرية، بتهمة "الإرهاب"، على خلفية تصريحات له اعتبرتها الجزائر "مسًا بالوحدة الوطنية".
كما شملت موجة التوتر بين الطرفين قضايا الهجرة وتنقل الأشخاص والاتفاقيات الثنائية ذات الصلة، وأثناء هذه الأزمة رفضت الجزائر استقبال مرحلين جزائريين من الأراضي الفرنسية.