"ليبانون ديبايت"
مع اقتراب موعد الإنتخابات البلدية والإختيارية، لم يعد خافياً، التحول في الخطاب السياسي الذي يبرز مدى الشحن الطائفي والإنقسام على كل مستويات سياسياً وشعبياً، حول العنوان الرئيسي المطروح على طاولة النقاش، وهو سلاح "حزب الله"، حيث يكشف الكاتب والمحلل السياسي داوود ابراهيم عن "خللٍ في المواقف السياسية الداخلية، في ضوء حديث مبعوثة دونالد ترامب مورغان أورتاغوس، وذلك نتيجة ما يتمناه البعض من أورتاغوس وما تريده إدارتها وما هي قادرة على تحقيقه".
وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يشير المحلل ابراهيم إلى أن في لبنان "من يظن أن الإدارة الأميركية موجودة لخدمته وتنفيذ مشيئته، وهذا البعض بلغ به الأمر إلى إسقاط رغباته على ما تريده واشنطن من بيروت، فيما واشنطن تتبنى منطق الإحتلال الإسرائيلي في ما يتعلق بلبنان".
ويؤكد ابراهيم أن الإنقسام الداخلي مرشح للإستمرار والتصاعد خصوصاً مع اقتراب موعد الإنتخابات البلدية، حيث من المرجّح أن يعمد كل فريق إلى تعبئة شارعه، بهدف حثّ الناخبين على الإقتراع.
وبالنسبة للفريقين الأساسيين في البلاد، فيعتبر ابراهيم أن نتيجة الإنتخابات سيتمّ اعتمادها كمؤشر للرأي العام وتموضعه، خصوصاً بالنسبة للثنائي الشيعي الذي يتعامل مع هذه الإنتخابات على كونها "مفصلية"، لا سيّما في ما يتعلق بسلاح المقاومة، كما بالنسبة للطرف الآخر في لبنان، والذي دأب على الترويج لمقولة "تعبنا"، و"ما فينا نتحمل مقاطعة الدول الغربية وضرورة نزع السلاح كشرطٍ لإعادة الإعمار.
وبالتالي، وخلافاً لما جرت عليه العادة، يرجّح ابراهيم أن يحمل الإستحقاق الإنتخابي البلدي المقبل، ما هو "أبعد من الهمّ المعتاد أو الشعارات المتصلة بالقضايا المحلية، لتصبح على مستوى المصير وتحديد الوجود".
ولا بدّ من الإقرار، يضيف ابراهيم، أن استعمال ورقة نزع السلاح مقابل إعادة الإعمار، هي "سلاح ذو حدين"، مؤكداً أنه مع أداء السلطة في بيروت واستمرار العدو الإسرائيلي في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، والعدوان على مختلف المناطق اللبنانية واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت من دون أي ردّ فعل لبناني على مستوى التهديد والإعتداء، هي تطورات أعادت خلط الأوراق وعززت الإعتقاد بعجز الدولة وعدم قدرتها على حماية أهل الجنوب من الإعتداءات الإسرائيلية.
وممّا تقدم يتوقع ابراهيم أن يجد أهل الجنوب أنفسهم مجدداً في كنف دولة عاجزة ما سيدفعهم إلى التمسّك أكثر بسلاح المقاومة، وهو ما "لا يريده فرقاء آخرون تصرفوا على أساس أنهم انتصروا على حزب الله في الداخل بفعل العدو الإسرائيلي".