كشفت تقارير استخباراتية أوكرانية، اطّلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال، أن أكثر من 150 مواطنًا صينيًا انضموا إلى صفوف الجيش الروسي للقتال ضد أوكرانيا، في سابقة تُعدّ الأولى من نوعها منذ بدء الاجتياح الروسي قبل ثلاث سنوات.
ووفق الوثائق، تضمنت إحدى الملفات صورًا وجوازات سفر لـ13 صينيًا يُعتقد أنهم جُنّدوا في وحدة عسكرية روسية، فيما أرفقت وثيقة أخرى قائمة بـ168 اسمًا، شملت تواريخ ميلادهم، ومواعيد توقيع العقود، وأسماء الوحدات العسكرية التي التحقوا بها.
وأشارت المعلومات إلى أن غالبية هؤلاء يُسجّلون كمشاة، في حين تم تحديد عدد منهم كمشغّلين لطائرات مسيّرة هجومية، ما يدل على تلقيهم تدريبات متقدّمة في تقنيات قتالية حديثة.
في المقابل، نفت الصين بشكل قاطع صحة هذه المعلومات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحافي دوري، إن الاتهامات "لا أساس لها على الإطلاق"، موضحًا أن بلاده "تتحقق من المسألة بالتعاون مع أوكرانيا".
وأكد لين أن "الحكومة الصينية تطلب دائمًا من مواطنيها الابتعاد عن مناطق النزاع، وعدم الانخراط في أي صراعات مسلحة أو المشاركة في عمليات عسكرية لصالح أي جهة كانت"، مشددًا على أن موقف الصين من الأزمة الأوكرانية "واضح ويحظى بتقدير واسع في المجتمع الدولي".
من جانبه، امتنع الكرملين عن التعليق على ما كشفته أوكرانيا. وقال المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، ردًا على سؤال بشأن إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لا يمكنني الإدلاء بأي تعليق على هذه المسألة".
وكان زيلينسكي قد أعلن، الثلاثاء، أن قواته اعتقلت مواطنين صينيين يقاتلان في صفوف الجيش الروسي في منطقة دونيتسك، مؤكدًا أن "جيشنا ألقى القبض على شخصين يحملان الجنسية الصينية كانا يقاتلان ضمن صفوف القوات الروسية، ولدينا وثائقهما الرسمية، وبطاقاتهما المصرفية، وكامل بياناتهما الشخصية".
ونشر زيلينسكي منشورًا مرفقًا بمقطع فيديو يظهر فيه أحد المعتقلَين مرتديًا الزي العسكري، ويداه مكبلتان، وهو يتحدث بكلمات موجزة باللغة الماندرينية، فيما يبدو أنه استجواب ميداني من قبل مسؤول أوكراني.