واضحت الجامعة في بيان البرنامج، أنه في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، تطلق دائرة التاريخ والآثار في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وجمعيات طلابية، وناشطين وفنانين، برنامجاً سنوياً يمتد حتى نيسان ٢٠٢٦. يتضمن البرنامج معارض، محاضرات، ورش عمل، حفلات موسيقية، ومبادرات داخل الحرم الجامعي وخارجه.
ويتضمن يوم الإثنين ١٤ نيسان ٢٠٢٥ في الرابعة بعد الظهر افتتاح المعرض، تحت عنوان"خمسون عاماً من التناسي: إحياء ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990)" في قاعة الـ"ويست هول".
ويستعرض هذا المعرض كيف ساهمت الذاكرة، والصمت، والتناسي في تشكيل الفهم العام للحرب. وهو يضم مواد أرشيفية، شهادات شخصية، أعمالاً فنية بصرية، وتركيبات متعددة الوسائط تعكس الأثر المستمر للحرب.
وفي الساعة الخامسة من اليوم نفسه يتم إطلاق تطبيق "خريطة ذاكرة لبنان"،أيضاً في قاعة الـ" ويست هول، وهو بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وتنفيذ الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع "مقاتلون من أجل السلام" ومنظمة "أمم" للتوثيق والبحث. ويعتبرهذا التطبيق منصة تفاعلية توثق الذاكرة الشخصية والجماعية للحرب، وتتيح للمستخدمين المساهمة برواياتهم.
اما محاور الجلسة فتنقسم الى 4 وهي:عرض مباشر للتطبيق، نقاش مع مطوري ومساهمي التطبيق وناشطي الذاكرة، حوار حول الذاكرة الرقمية ومستقبلها، شهادات.
ومن انشطة اليوم الثاني(الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠٢٥) حلقة نقاش تحت عنوان" النساء والحرب الأهلية" التي تعقد في الثانية عشرة ظراً في قاعة الـ"ويست هول"، وتنظمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة، دائرة التاريخ والآثار، وتسلط هذه الجلسة الضوء على كيفية مساهمة الحوار بين الأجيال بقيادة نساء في تحقيق المصالحة على المستوى المجتمعي، وما نتج عن ذلك من توثيق شفهي لحياة النساء خلال الحرب – ليس فقط كضحايا، بل أيضاً كصانعات تغيير وقائدات. كما تناقش الجلسة سبب اهتمام الأجيال الشابة بموضوع "التعامل مع الماضي" في السياق اللبناني. يتحدث فيها الدكتور مكرم رباح.
كما تعقد ندوة تحت عنوان" تفكيك الأساطير الطائفية حول الحرب الأهلية اللبنانية،في الثانية ظهراً يتحدث فيها البروفيسور هلال خشّان، الدكتور خليل جبارة اللذان يتناولان مسألة الطائفية ويفكّكان الأساطير والصور النمطية الشائعة حول الحرب الأهلية اللبنانية.
كما تعقد في الثالثة والنصف طاولة مستديرة طلابية بعنوان" التذكر - الجامعة الأميركية والحرب الأهلية" من الجمعية الطلابية للتاريخ والآثار (HASS)، وتروي كيف عاشت الجامعة الأميركية ورأس بيروت الحرب؟ وكيف تم تذكّر أو تجاهل هذه المرحلة؟
كما تستضيف الجامعة للمناسبة في الخامسة من مساء اليوم الثاني ندوة حوارية بعنوان" الجنود والدولة: إعادة التفكير في دور الجيش اللبناني خلال الحرب الأهلية"، ويشارك فيها الدكتور جوناثان هاسين (Sciences Po Aix / جامعة كامبردج)، مؤلف الكتاب المرتقب «الجنود والدولة في لبنان زمن الحرب (1975–1990)»، والصادر عن دار النشر الجامعي الفرنسي (Presses Universitaires de France). وينضم إليه العميد المتقاعد خليل حلو، ويتناول النقاش تشابك علاقة الجيش بالدولة، وتحولاته في الولاء والدور، والإرث الذي خلّفه في الخطاب السياسي والأمني في لبنان اليوم.
وفي السادسة والنصف من مساء اليوم الثاني تعقد ندوة "من الحرب إلى الحوار: لقاء مع مقاتلين من أجل السلام" حيث يشارك مقاتلون سابقون تجاربهم:لماذا حملوا السلاح – ولماذا تخلوا عنه، مواجهتهم للعنف الماضي، دور الشباب في المصالحة،الذاكرة، المحاسبة، والغفران.
وفي اليوم الثالث في ١٦ نيسان ٢٠٢٥ تجري في الحادية عشرة قبل الظهر مناقشة كتاب: "تفكك أوصال الدولة في لبنان 1967 - 1976 "مع البروفيسور فريد الخازن الذي يقدم تحليلاً معمقاً لبدايات الحرب الأهلية وعوامل انهيار الدولة. يناقش الحدث كيف تظل دوافع انهيار الدولة ذات صلة بالواقع اليوم.
كما ستُنظم ورشة عمل: "خذ ما هو ضروري" تقدمها مايا فداوي، رسامة وفنانة لبنانية، لتسليط الضوء على ماذا ستأخذ معك إذا اندلعت الحرب اليوم؟ ويرسم المشاركون خلالها حقيبة الطوارئ خاصتهم ويتخيلون ما يحملونه أو يتركونه، وما تكشفه هذه الخيارات عن الذاكرة والهوية والبقاء.
وفي جولة افتراضية في الثالثة من بعد ظهر الأربعاء يتم "تتبع الخط الأخضر في بيروت" في جولة بصرية متعددة الوسائط عبر آثار الخط الأخضر، من خلال صور قديمة، قصص شخصية، وما تبقى من الماضي في بيروت اليوم.
كما تعقد في الرابعة والنصف من اليوم نفسه ورشة"التاريخ وتمثيله في الفضاء العام" مع شارل الحايك، مؤسس "تراث وجذور" ، يستعرض فيها الروايات السائدة عن الحربن وكيف تُبنى الذاكرة الجماعية في الفضاء العام، وخصوصاً عبر وسائل التواصل؟
ويختتم اليوم الثالث والاخيرفي السادسة والنصف من مساء الاربعاء في قاعة بطحيش بعرض فيلم ومناقشة، واسم الفيلم"مجزرة" (2005)للمخرجة مونيكا بورغمان، ويوثّق مجزرة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ من خلال شهادات لستة مقاتلين سابقين.