اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى مصر استمرت ثلاثة أيام، تخللتها جولات ميدانية ولقاءات سياسية وثقافية، إضافة إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية استراتيجية. وفي لفتة لافتة، نشر ماكرون مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على منصة "أكس" تحدّث فيه باللغة العربية، موجّها الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري.
وقال ماكرون في منشوره: "أغادر مصر بعد ثلاثة أيام مؤثرة. رأيت فيها نبض القلوب. في ترحيبكم الكريم. في قوة تعاوننا. في الدعم الذي نقدمه معاً لأهالي غزة. في العريش، حيث يقاوم الأمل الألم. شكراً لكم. تحيا الصداقة بين شعبينا!"، قبل أن يختم الفيديو بعبارة باللغة العربية: "شكراً جزيلاً للرئيس السيسي، شكراً جزيلاً للمصريين".
في اليوم الثالث من الزيارة، توجّه ماكرون إلى مدينة العريش الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من قطاع غزة، حيث تفقد مركزاً لوجستياً تابعاً للهلال الأحمر المصري يُستخدم لتجميع المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان القطاع، والتقى عدداً من العاملين في مجال الإغاثة.
أغادر مصر بعد ثلاثة أيام مؤثرة. رأيت فيها نبض القلوب. في ترحيبكم الكريم. في قوة تعاوننا. في الدعم الذي نقدمه معًا لأهالي غزة. في العريش، حيث يقاوم الأمل الألم. شكرًا لكم. تحيا الصداقة بين شعبينا! pic.twitter.com/BcxHmhCeAj
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 8, 2025
ووفق بيان صادر عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فقد رافق الرئيس السيسي نظيره الفرنسي في هذه الجولة التي شملت أيضاً زيارة لمستشفى العريش ولقاء عدد من الجرحى الفلسطينيين، لا سيما من النساء والأطفال. كما شدّد الرئيسان على "الرفض القاطع لأي محاولات ترمي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتسريع إيصال المساعدات وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة".
وفي سياق المساعي السياسية لحلحلة الأزمة في غزة، عقد ماكرون قمة ثلاثية في القاهرة مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أكد خلالها القادة الثلاثة دعمهم الكامل للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وبحسب مصادر دبلوماسية فرنسية ومصرية، فقد أجرى القادة الثلاثة اتصالاً هاتفياً مشتركاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ناقشوا خلاله سبل استعادة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب استئناف مفاوضات تبادل الأسرى والرهائن.
على الصعيد الاقتصادي، شهدت الزيارة توقيع اتفاقية كبرى بين مصر وفرنسا، بلغت قيمتها سبعة مليارات يورو (نحو 7.68 مليار دولار)، لتطوير وتمويل وبناء وتشغيل منشأة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، من ضمنها الأمونيا الخضراء، في منطقة رأس شقي.
وأعلنت وزارة النقل المصرية أن الاتفاقية تهدف للوصول إلى إنتاج مليون طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر خلال ثلاث مراحل. ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه خطوة استراتيجية في مسار التحول الطاقوي ودعم الاقتصاد الأخضر، بما يتماشى مع التزامات البلدين تجاه التغير المناخي.
رافق ماكرون الرئيس المصري في جولات ميدانية شملت سوق خان الخليلي، والمتحف المصري الكبير، ومحطات مترو القاهرة، حيث عبّر عن إعجابه بالثراء الحضاري والثقافي لمصر. كما أبدى اهتماماً بتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين في مجالات التعليم، والتراث، والفنون.
وتأتي زيارة ماكرون في سياق الجهود الفرنسية المتواصلة للعب دور فاعل في ملفات المنطقة، سواء على صعيد دعم الاستقرار الإقليمي، أو تعزيز التعاون الاقتصادي، أو المساهمة في الجهود الإنسانية المرتبطة بالأزمة في غزة.
الـــمــــزيــــــــــد
