كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن الحرس الثوري الإيراني قام للمرة الأولى بنقل صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى إلى ميليشيات موالية لطهران في العراق، في خطوة قد تمثل تصعيدًا خطيرًا في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة.
ووفقًا لتقارير استخباراتية إقليمية، تم تنفيذ عملية النقل الأسبوع الماضي، عبر تنظيم مباشر من سلاح الجو التابع للحرس الثوري، متجاهلاً تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي توعد طهران بدفع "ثمن باهظ" عن أنشطة ميليشياتها.
وأضافت الصحيفة أن إيران لم تكتفِ بنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى مثل "قدس 351" و"جمال 69"، بل شملت أيضًا أنواعًا جديدة من الصواريخ بعيدة المدى، لم تكن موجودة سابقًا لدى هذه الميليشيات، ما يمكنها نظريًا من استهداف مواقع بعيدة قد تطال أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي إقليمي قوله إن هذه الخطوة تعكس "مناورة يائسة من إيران تُعرّض استقرار العراق والمنطقة للخطر"، مشيرًا إلى أن طهران تسعى لإعادة تشكيل خريطة القوة عبر وكلائها المسلحين في المنطقة.
ويأتي هذا التطور بعد تقارير عراقية نقلتها وكالة رويترز، أفادت بأن بعض الميليشيات المدعومة من إيران عبرت عن استعدادها لنزع سلاحها بهدف تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الأميركية. لكن نقل هذه الأسلحة النوعية يناقض تلك التصريحات، ويضع النية الإيرانية تحت مجهر الشك.
يرى مراقبون أن هذه الصواريخ، التي تم تهريبها في ظل مراقبة أمنية عالية على الحدود، تعكس تصعيدًا ضمن استراتيجية الردع الإيرانية في حال تصاعدت الضغوط الغربية أو زادت الضربات على مواقع الحوثيين أو الميليشيات الموالية لطهران في المنطقة.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُسلّم فيها طهران هذا النوع من الصواريخ المتطورة إلى ميليشياتها في العراق، وهو تطور قد يُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع بالوكالة بين طهران وواشنطن، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في العراق والخليج.