استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، في مكتبه في الوزارة، سفير الجمهورية التركية في لبنان مراد لوتام، وجرى خلال اللقاء عرض مفصل لقضية القرى المارونية الأربع الواقعة في شمال جزيرة قبرص، ووضع أبناء هذه القرى الذين يواجهون منذ عقود تحديات إنسانية ومعيشية نتيجة ظروف النزاع القبرصي.
وسلّم الوزير رجّي السفير التركي مذكرة رسمية بهذا الشأن، تضمنت موقف لبنان الداعم لحق أهالي القرى الأربع – وهي آيا مارينا، آيا ترادا، كورماكيتيس، وآيوس غيورغيوس – بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم، والعيش بكرامة في قراهم التاريخية، في ظل ظروف إنسانية تضمن الأمن والاستقرار والحقوق الأساسية.
وأكد الوزير رجّي خلال اللقاء "حرص الحكومة اللبنانية على طرح هذه القضية في المحافل الدولية والاقليمية"، متمنيًا من الحكومة التركية "إيلاء هذا الملف الإنساني الاهتمام والدعم اللازمَين، بما يساهم في التوصل إلى حل مستدام وعادل يعيد الحق لأهله، ويعزز السلم الأهلي في الجزيرة". كما شدّد على "أن لبنان ينظر إلى تركيا كدولة فاعلة إقليميًا، ويمكن أن تؤدي دورًا إيجابيًا في هذا الإطار".
وتجدر الإشارة إلى أن القرى المارونية الأربع تقع في القطاع الشمالي من قبرص، والذي يخضع لسيطرة "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليًا، وقد تراجع عدد سكان هذه القرى من آلاف إلى عشرات فقط بعد الاجتياح التركي لقبرص عام 1974، ما دفع العديد من العائلات إلى النزوح والاستقرار في الجنوب أو في المهجر.
كما تناول البحث بين رجّي ولوتام تطورات الوضع في سوريا، حيث جرى التطرق إلى الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية للأزمة السورية، وانعكاساتها على لبنان والمنطقة، وسبل التعاون المشترك للتعاطي مع التحديات المتزايدة، خصوصًا في ما يتعلق بالنزوح السوري ومستلزمات العودة الآمنة والطوعية.
وأكد الوزير رجّي أهمية "تنسيق المواقف بين بيروت وأنقرة في ما يتعلق بالملفات الإقليمية ذات الطابع الإنساني والأمني"، مشددًا على "أولوية الحفاظ على استقرار لبنان والمنطقة وسط الأزمات المتعددة".
الـــمــــزيــــــــــد
