قال الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو، في بيان رسمي اليوم الأربعاء، إن بلاده مستعدة لاستقبال فلسطينيين متضررين من الحرب في قطاع غزة، بشكل مؤقت، إلى حين استقرار الأوضاع هناك.
وجاء موقف سوبيانتو في مستهل جولة له تشمل عدداً من الدول في منطقة الشرق الأوسط وتركيا، تهدف، بحسب مصادر دبلوماسية، إلى تعزيز التنسيق الإقليمي بشأن القضية الفلسطينية وتكثيف جهود الضغط الدولي من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وفي تصريحه الذي نقلته وكالة "رويترز"، أكد سوبيانتو أنه وجّه وزارة الخارجية الإندونيسية إلى إجراء مناقشات عاجلة مع الجانب الفلسطيني والأطراف المعنية، من أجل وضع آلية واضحة وآمنة لإجلاء الجرحى والمصابين بالصدمات النفسية واليتامى من غزة ونقلهم مؤقتاً إلى إندونيسيا لتلقي العلاج والرعاية.
وأوضح الرئيس الإندونيسي أن بلاده "مستعدة لإجلاء الجرحى والمصابين بالصدمات واليتامى من غزة"، مضيفاً أن إقامتهم ستكون مؤقتة في إندونيسيا "حتى يتعافوا تماماً وتصبح الظروف في غزة آمنة بما يكفي لعودتهم إلى ديارهم".
وشدد سوبيانتو، في تصريحات نقلتها أيضاً وكالة الأنباء الرسمية "أنتارا"، على أن "هذا التوجه يشترط أولاً موافقة جميع الأطراف المعنية، وثانياً أن تكون الإقامة مؤقتة فقط"، مشيراً إلى أن "المبدأ هو تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة دون التخلّي عن حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم".
وقال الرئيس الإندونيسي: "أعتقد أن هذا هو موقف الحكومة الإندونيسية، ولذلك، يجب عليّ التشاور مع قادة المنطقة".
وتأتي المبادرة الإندونيسية في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ تشرين الأول 2024، ما تسبب باستشهاد عشرات الآلاف وتهجير مئات آلاف المدنيين وتدمير واسع للبنى التحتية، بحسب بيانات أممية.
وتسعى جاكرتا، منذ اندلاع الحرب الأخيرة، إلى لعب دور أكبر في دفع الجهود الدولية نحو وقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي. وتُعد إندونيسيا من أبرز الدول ذات الأغلبية المسلمة التي لم تُطبع علاقاتها مع إسرائيل، وتؤكد على التزامها بحل الدولتين كخيار عادل ونهائي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وكانت الحكومة الإندونيسية قد رفعت صوتها في المحافل الدولية، ومنها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، مطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية فوراً، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين المحاصرين في غزة.
كما أعلن الهلال الأحمر الإندونيسي، الشهر الماضي، إطلاق حملة لجمع التبرعات والإمدادات الطبية المخصصة لسكان غزة، فيما عبّر الشارع الإندونيسي عن تضامنه الواسع مع القضية الفلسطينية من خلال تظاهرات شعبية حاشدة في العاصمة جاكرتا وعدد من المدن الكبرى.