رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي أن "لبنان منقسم على نفسه"، مشيرًا إلى أن "هناك مقاومين يدافعون عن هذا الوطن، وآخرين يسعون وراء سياسات إقليمية ودولية من أجل كسب مواقع سياسية".
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني في بلدة تفاحتا، قال قبيسي: "نفتخر بشهدائنا، بعقيدتهم، وبتضحياتهم. هؤلاء الشهداء هم نموذج للحرية والكرامة والسيادة. لم ينتظروا أجرًا من أحد، ولم يدعُهم أحد إلى طريق المقاومة والجهاد، بل آمنوا بفكر الإمام موسى الصدر، وساروا على نهج الشهادة والتضحية. هذا هو طريقنا ونهجنا وموقفنا، وإن تخلّى وتآمر علينا العالم أجمع".
وأضاف: "مسيرتنا التي رسمها الشهداء لن تنكسر. لا يمكننا أن نسير في طريق المهزومين ولا في درب المطبّعين. هذه أرضنا، ومن حقّنا الدفاع عنها. سواء أخطأنا أم أصبنا، يبقى الطريق واحدًا: الدفاع عن سيادتنا وحدودنا وجنوبنا ليبقى حرًا، عزيزًا، أبيًّا".
واعتبر قبيسي أن "إسرائيل، من خلال غطرستها واعتداءاتها، تريد فرض اتفاق سياسي وواقع جديد على لبنان، يؤدّي إلى التطبيع، وهذا ما لن نقبل به إطلاقًا". وشدد على أنه "لا يمكن أن يعيش من يمتلك كرامة مع من لا يمتلكها"، مضيفًا: "هذا هو طريقنا، مهما كانت الأثمان، ومهما قدّمنا من شهداء".
وأشار إلى أن "البعض في لبنان يقول إن الدفاع عن الجنوب لم يكلّفنا أحد به، بينما معظم مواقفهم تتجه ضد المقاومة وسلاحها، بدلًا من أن تدعمهما"، معتبرًا أن "الانقسام في البلد واقع لا يمكن تجاهله". وتابع: "نحن نسير بخط متوازن، وغايتنا الحفاظ على لبنان وطنًا عزيزًا أبيًّا، يمتلك من السيادة والكرامة ما يمنع العدو من الاعتداء عليه".
وأكد قبيسي أن "من واجبنا الدفاع عن أرضنا ووطننا مهما كان حجم الخطر، ولا يمكننا التخلي عن ثوابتنا، مع حرصنا الكامل على الدولة والجيش، الذي نحن إلى جانبه في معركة الدفاع عن لبنان". وأشاد بمواقف الرئيس نبيه بري، معتبرًا أنه "امتلك من الحكمة والبصيرة ما ساهم في وقف الحرب على لبنان، ويواصل اليوم العمل لتعزيز حماية الجنوب، في وجه عدو لا يكترث لقرارات دولية، بل يستبيح سيادتنا ويقتل أبناءنا".
وتوقف قبيسي عند ما وصفه بـ"التهويل" من قبل بعض اللبنانيين ومواقع إعلامية محلية، قائلاً: "يريدون تخويفنا بمبعوثين وبالتهديدات لكي نرضخ ونستسلم، فيبقى لبنان خاضعًا لهيمنتهم وسيطرتهم. هذا لا يتلاءم مع دماء الشهداء وتضحياتهم".
وأكد النائب قبيسي أن "علينا الحفاظ على إنجازات الشهداء بسياسة عزيزة أبية، ممثلة بدولة قوية. وهذا ما نقوم به مع فخامة رئيس الجمهورية، لتعزيز موقع الدولة وتمكينها من الدفاع عن لبنان، وردع إسرائيل ومنع خروقاتها المتكررة".
وشدّد على أن "الاتفاق 1701 هو الخيار الوحيد المطروح على الساحة اللبنانية، ونحن كثنائي وطني التزمنا به، لأن لبنان مسؤول عن حماية دولته وشعبه وجنوبه"، مضيفًا: "هذا الخيار يحتاج إلى قرارات جريئة، تبدأ من تعزيز قدرات الجيش اللبناني، وهو مطلبنا الدائم، ليصبح قادرًا على حماية الحدود والدفاع عن الوطن".
وتابع: "كما نطالب بإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، لأن بقاء آثار الجرائم والتدمير دون معالجة هو إهانة لكرامة اللبنانيين، وهذه مسؤولية الدولة مجتمعة".
وأكد أن "التفاهم مطلوب مع جميع القوى السياسية، حتى مع أصحاب النوايا السيئة، لأن المصلحة الوطنية تتقدّم على الحسابات الضيقة"، مضيفًا: "سنتجاوز الكثير من العقبات، لأننا نعي تمامًا أن لبنان منقسم على نفسه، ولكن بثقافتنا وعقيدتنا وإيماننا بالمقاومة سنصبر، وسنسعى لحماية الوطن وحدوده وسيادته، لاستكمال تطبيق القرار 1701".