تواجه المطاعم في العاصمة البريطانية لندن موجة متزايدة من ظاهرة "كُل واهرب" (Dine and Dash)، إذ يتناول بعض الزبائن وجباتهم ثم يغادرون من دون تسديد الفاتورة، ما يتسبب بخسائر مالية جسيمة، ويدفع العديد من المطاعم إلى إعادة النظر في أنظمة عملها.
وفي إحدى الحوادث الموثّقة، أظهرت كاميرات المراقبة في أحد مطاعم منطقة أوكسبريدج سيدتين برفقة أطفالهما يغادرون المطعم من دون دفع الحساب، رغم محاولات الموظفين إيقافهما، وقد تم إبلاغ الشرطة بالواقعة.
كما وردت تقارير عن حادثة أخرى في وارويكشاير، تورّط فيها زوجان تناولا الطعام في ثلاثة مطاعم مختلفة وغادرا من دون الدفع.
وبحسب ما نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية، دفعت هذه الحوادث بعض المطاعم إلى فرض الدفع المسبق أو الاستعانة بحراس أمن، رغم التحفّظ على فكرة معاملة الزبائن كـ"لصوص محتملين".
وأعرب عدد من أصحاب المطاعم عن استيائهم من تزايد هذه الظاهرة، لا سيما أنّها باتت تسجّل في أوساط زبائن لا تظهر عليهم الحاجة، ما يسلّط الضوء على أبعاد اجتماعية واقتصادية أعمق.
ولم تقتصر الظاهرة على بريطانيا، بل سُجّلت حالات مشابهة في الولايات المتحدة. ففي شيكاغو، دخلت ثلاث نساء مطعم "سول فايبز"، وتناولن وجبات بقيمة تجاوزت 200 دولار، ثم غادرن من دون دفع، بل قمن بالتفاخر بالحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي سان أنطونيو، تعرّض مطعم "هوت جوي" لحادثة مماثلة، ونشر تسجيلات للواقعة على الإنترنت، داعيًا المتابعين للتعرّف إلى المتورطين.
ووفقًا لرئيس جمعية المطاعم في ولاية إلينوي، سام تويا، فإن مثل هذه الحوادث تُضاعف الأعباء على المطاعم التي تعاني أصلًا من ضغوط التضخّم ونقص اليد العاملة، مؤكدًا أنّ "كل خسارة غير متوقعة تُشكّل عبئًا على المطاعم الصغيرة خصوصًا".
ولتقليل الخسائر، تلجأ العديد من المطاعم إلى اتخاذ إجراءات وقائية، من أبرزها:
تثبيت كاميرات مراقبة عالية الجودة.
تقليص عدد المخارج لتسهيل مراقبة حركة الزبائن.
تدريب الطاقم على رصد السلوكيات المشبوهة.
اعتماد نظام الدفع المسبق في بعض الحالات.
ورغم فاعلية هذه التدابير، يرى بعض العاملين في القطاع أن الحل الجذري يتطلّب تدخّلًا قانونيًا أكثر صرامة، إضافة إلى التوعية المجتمعية بالأثر السلبي لهذه التصرفات على الاقتصاد المحلي والعاملين في هذا القطاع الحيوي.