يوضح مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة حماس في لبنان محمود طه في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن غزة تتعرض لحصار خانق منذ أكثر من شهر، حيث مُنع إدخال المواد الغذائية والتموينية والطبية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية بشكل مأساوي، حيث يعيش المدنيون أوضاعًا إنسانية مزرية في ظل نقص حاد في المواد الأساسية، وسط تدهور كامل للمنظومة الصحية.
ويؤكد أن العدوان الإسرائيلي المتواصل يطال الجميع دون استثناء، حيث لا يتم توفير أي حماية أو مساعدات للمستشفيات، أو فرق الدفاع المدني، أو الإعلاميين، أو حتى الأطفال والنساء. وما نشهده هو حرب شعواء تحصد أرواح الأبرياء، وتدل بوضوح على أن النية الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي هي إبادة الشعب الفلسطيني وإنهاء القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري والسياسات الممنهجة.
لكنه يشدد على أنه رغم شدة الحصار والقصف، لا يزال الشعب الفلسطيني صامدًا، والمقاومة مستمرة بقوة. وقد شاهدنا قبل أيام إطلاق صواريخ من قطاع غزة، في رد على العدوان المستمر.
في ما يخص ملف المفاوضات، يشير إلى أن هناك اتصالات مستمرة بين قيادة حركة حماس وعدد من الوسطاء، وهناك مرونة أبدتها الحركة بهدف وقف العدوان والمجازر. ومع ذلك، فإن الاحتلال الإسرائيلي، المتمثل بحكومة نتنياهو والمدعومة من الإدارة الأمريكية، يُصرّ على مواصلة العدوان والقتل، وهو ما تجلى بشكل واضح في المؤتمر الصحفي الأخير الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث ظهر الإصرار على المضي في هذه السياسات التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني.
ويذكّر طه أن حركة حماس أكدت تمسكها بأي مسار مقترح يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويؤدي إلى وقف العدوان، شريطة أن يُبنى على الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها. وأشارت الحركة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد نسف بالكامل ما تم الاتفاق عليه سابقًا، وانقلب على التفاهمات ومراحل تنفيذها، ليطرح شروطًا جديدة تهدف إلى نزع سلاح المقاومة، وهو ما يُعدّ مرفوضًا بشكل قاطع من قبل الحركة.
وأوضحت حماس، وفق طه، أن طرح مثل هذه الشروط يمثّل استهتارًا واضحًا بكل الجهود المبذولة للوصول إلى حل، ويؤكد أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة في الوصول إلى تهدئة عادلة. وشددت الحركة على ضرورة العودة إلى الاتفاق السابق دون شروط جديدة، محذرة من المماطلة الإسرائيلية المتواصلة، والتي تتم بدعم غير محدود من الإدارة الأمريكية.
ويرى أن هذا الدعم الأمريكي اللامحدود هو السبب المباشر في تعنت الاحتلال، واستمراره في المراوغة، وهو ما يجعل واشنطن شريكًا في العدوان، سياسيًا وعسكريًا، على الشعب الفلسطيني.
ويشير إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يبدأ مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بل هو قائم منذ سنوات طويلة، حتى في عهد الإدارات التي سبقته، بما في ذلك إدارة جو بايدن. فقد حصلت إسرائيل على ضوء أخضر أمريكي متواصل، يتمثل بدعم عسكري غير محدود، وتواطؤ سياسي كامل.
ويأسف لأن الدعم لا يقتصر على التصريحات، بل يتجسد فعليًا على الأرض من خلال تزويد إسرائيل بالسلاح، والطائرات، والصواريخ الأمريكية، والتكنولوجيا المتطورة. الصواريخ التي تم دعم إسرائيل بها مؤخرًا، ومنها صواريخ "ذكية"، تُظهر كيف تتحول التكنولوجيا إلى أدوات قتل فتاكة، تُستخدم ضد مناطق سكنية مأهولة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ويرى طه أن الولايات المتحدة، في ظل هذا الدعم المطلق، تُعتبر شريكًا في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. فالإدارة الأمريكية لم تكتفِ بالموقف السياسي، بل تقدم غطاءً دوليًا لإسرائيل، وتُعطل أي جهد دولي لمحاسبة الاحتلال أو ردعه.
وإزاء ما يحصل في غزة، يلفت إلى أن حركة حماس تدعو الشعب الأمريكي الحر، والقوى السياسية والإنسانية في الولايات المتحدة، إلى الوقوف في وجه السياسات المنحازة لإسرائيل، والعمل على تغيير النهج الأمريكي تجاه قضايا الشرق الأوسط، وتحديدًا القضية الفلسطينية. معتبرًا أن استمرار هذه السياسات لن يجلب الأمن أو الاستقرار، لا للمنطقة، ولا حتى للولايات المتحدة نفسها.