أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، فجر الثلاثاء، أن مسؤولين إيرانيين وأميركيين سيعقدون مفاوضات غير مباشرة رفيعة المستوى بشأن برنامج إيران النووي، يوم السبت المقبل في سلطنة عُمان.
وكتب عراقجي على منصة "إكس": "ستجتمع إيران والولايات المتحدة في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى"، مضيفًا: "إنها فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب أميركا".
ويتماشى هذا الإعلان مع ما نقله مسؤولون إيرانيون لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حيث أفادوا أن بلادهم تفهم سياق المفاوضات مع واشنطن بشكل مختلف عمّا وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحاته الأخيرة.
وأكد هؤلاء المسؤولون، الذين فضّلوا عدم كشف أسمائهم، أن ممثلين من طهران وواشنطن سيجتمعون في عُمان، في مفاوضات غير مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرين إلى أن طهران قد تنظر في خيار المفاوضات المباشرة "إذا سارت الجولات غير المباشرة بشكل جيد".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، الإثنين، من البيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "الولايات المتحدة وإيران بدأتا محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي"، واصفًا اللقاء المرتقب السبت بأنه "اجتماع مهم للغاية"، مضيفًا: "نأمل في التوصّل إلى اتفاق، لأنه سيكون في مصلحة الجميع".
ورغم لهجته المتفائلة، حذّر ترامب من أن إيران "ستكون في خطر كبير" في حال فشل المحادثات، ما زاد منسوب التوتر الإقليمي، خصوصًا بعد التصعيد العسكري في غزة ولبنان، والضربات على اليمن، وتبدّل القيادة في سوريا، إلى جانب الاشتباكات المتقطعة بين إسرائيل وإيران.
وشدّد ترامب على أنه يفضّل المسار الدبلوماسي، مؤكدًا أنه "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي".
وكشف أنه سبق ووجّه رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، في السابع من آذار الماضي، اقترح فيها إجراء مفاوضات، وهو ما رفضته طهران في حينه معتبرة أن "المفاوضات لا تجري تحت التهديد".
وفي ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، والذي كان يفرض قيودًا مشددة على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات. لكن واشنطن أعادت فرض عقوبات شاملة، ما دفع إيران إلى تجاوز العديد من قيود الاتفاق، خصوصًا في مجال تخصيب اليورانيوم.
وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك قدرة تسلّحية نووية من خلال تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز ما يتطلبه الاستخدام المدني، فيما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص فقط لإنتاج الطاقة لأغراض سلمية.