أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، أن الولايات المتحدة بدأت محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، مؤكداً أن هذه المحادثات ستُستأنف يوم السبت المقبل، وموضحًا أن التوصل إلى اتفاق مع طهران لا يزال "الخيار المفضل" لجميع الأطراف.
وقال ترامب في تصريحات من البيت الأبيض: "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل من الخيارات الأخرى".
وتُعد هذه التصريحات بمثابة تأكيد رسمي على تغيير في مسار السياسة الأميركية تجاه طهران، خصوصاً بعد شهور من التصعيد المتبادل، والعودة إلى سياسة الضغوط القصوى التي اتّبعها ترامب منذ ولايته الأولى. ويأتي هذا التطور في أعقاب تقارير متزايدة عن وساطات أوروبية وخليجية لإعادة تحريك ملف الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه واشنطن في أيار 2018.
وفي موازاة الحديث عن إيران، كشف الرئيس الأميركي أن الحرب الجارية في قطاع غزة "ستتوقف في المستقبل القريب"، من دون أن يُعطي مزيدًا من التفاصيل. وتشير تصريحات ترامب إلى إشارات تقدم في الاتصالات الأميركية مع الأطراف الإقليمية لوقف القتال، وذلك في ظل تزايد الضغوط على واشنطن للضغط على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية التي تسببت بموجات نزوح جماعية وسقوط مئات الضحايا المدنيين.
وكانت واشنطن قد أجرت مشاورات مكثفة مع مصر وقطر والأردن وفرنسا بهدف التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات لواشنطن في الداخل والخارج بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب لقائه ترامب في البيت الأبيض إن المباحثات تناولت ملفي غزة وسوريا، إضافة إلى ما وصفه بـ"مخاطر استغلال تركيا للوضع في سوريا".
وأوضح نتنياهو، في ثاني زيارة له إلى واشنطن منذ إعادة انتخاب ترامب، أن الجانبين ناقشا "سبل تجنب التصعيد في المنطقة"، مشيرًا إلى استمرار العمل من أجل "اتفاق جديد" لم يفصح عن طبيعته. وتُشير تصريحات نتنياهو إلى وجود تفاهمات مبدئية أميركية-إسرائيلية بشأن الملف السوري، وتحديداً المناطق الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها قوات مدعومة من واشنطن.
وفي الجانب الاقتصادي، قال نتنياهو إن إسرائيل تسعى إلى القضاء على العجز التجاري مع الولايات المتحدة، والعمل على إزالة الحواجز التجارية بين البلدين. كما أثار جدلاً بتصريح قال فيه إن "شعب غزة يجب أن يكون لديه خيار الذهاب إلى أي مكان"، من دون تحديد ما إذا كان يقصد فتح الهجرة أو اقتراحات التهجير التي سبق أن طُرحت في دوائر إسرائيلية.
ويأتي لقاء ترامب ونتنياهو في سياق سلسلة من التحركات السياسية والدبلوماسية الأميركية المكثفة على خط أزمات الشرق الأوسط، وفي توقيت حرج تُحاول فيه إدارة ترامب لعب دور الوسيط الحاسم في ملفات إيران، غزة، وسوريا.
الـــمــــزيــــــــــد
