كشفت عمدة العاصمة الأميركية واشنطن، موريل باوزر، أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخطط لإقامة عرض عسكري واسع في 14 حزيران المقبل، وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، والذكرى الـ79 لميلاد الرئيس ترامب.
ونقلت شبكة "CNN" عن باوزر قولها، الإثنين، إنّ إدارة ترامب لا تزال في "مرحلة مبكرة" من التخطيط للعرض، مشيرة إلى أن التواصل مع فريق العمل في البلدية ما زال في مراحله الأولية.
وأضافت باوزر خلال مؤتمر صحافي: "لا أعلم إذا كان قد تم وصفه رسميًا كعرض عسكري، لكنه على الأرجح كذلك"، موضحة أنّه لم يتم بعد إشراكها بشكل مباشر، لكن وزارة الأمن الداخلي وربما البيت الأبيض، تواصلا مع فريق الفعاليات الخاصة في بلدية واشنطن، وهو الفريق ذاته الذي يُنسّق مع أي جهة ترغب بتنظيم فعاليات كبرى في العاصمة.
وكانت صحيفة "واشنطن سيتي بيبر" قد نشرت، يوم الأحد، تقريرًا أفاد بأنّ إدارة ترامب تأمل في إقامة العرض العسكري في العاصمة، بحيث يمتد من مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أرلينغتون، وصولًا إلى البيت الأبيض، مرورًا بأهم المحاور الرئيسية وسط المدينة.
ولم يعلّق البيت الأبيض أو وزارة الأمن الداخلي أو وزارة الدفاع على التقرير حتى لحظة إعداد الخبر، فيما رفض المتحدث باسم رئيس بلدية واشنطن تقديم مزيد من التفاصيل حول التنسيق الجاري مع الإدارة الأميركية.
من جهته، صرّح رئيس مقاطعة أرلينغتون، تاكيس كارانتونيس، أنّ المقاطعة تلقت يوم الجمعة الماضي اتصالًا من جهاز الخدمة السرية بشأن "إمكانية تنظيم عرض عسكري" احتفالًا بتأسيس الجيش، لكنه أشار إلى أن أي طلب رسمي أو لوجستي لم يصدر بعد من الحكومة الفيدرالية بهذا الخصوص، رغم أن المقاطعة تضم منشآت عسكرية مهمة مثل البنتاغون، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من العسكريين العاملين والمتقاعدين.
ويعيد هذا الإعلان إلى الأذهان محاولة سابقة للرئيس ترامب لتنظيم عرض عسكري خلال ولايته الأولى، إلا أنّ الفكرة أُلغيت لاحقًا بعدما أعلنت بلدية واشنطن أن التكاليف المقدّرة للعرض قد تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات.
وكانت تلك الخطة قد واجهت انتقادات واسعة، خاصة من قبل دافعي الضرائب وبعض القيادات العسكرية، إذ رُفض حينها أن تُظهر الولايات المتحدة عضلاتها العسكرية على الطريقة التقليدية التي تنتهجها دول مثل كوريا الشمالية وروسيا، بحسب تعبير بعض المعارضين.
غير أنّ السياق اليوم يختلف، في ظل إدارة ترامب الثانية، وسط تصاعد واضح في النبرة القومية – العسكرية للبيت الأبيض، خصوصًا مع استمرار الحرب في غزة، واحتدام التوترات العالمية من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي.