استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بحفاوة لافتة، في زيارة رسمية تتزامن مع تصاعد الحرب في قطاع غزة واحتدام النقاش حول السياسة الجمركية الأميركية الجديدة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية ترامب وهو يقوم بتعديل مقعد نتنياهو بنفسه عند جلوسه، في لفتة ودية أبرزتها الصحافة الإسرائيلية باعتبارها "علامة دعم سياسي وشخصي من ترامب لنتنياهو".
وكان نتنياهو قد وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب، تتناول بحسب بيانات الجانبين، ثلاثة ملفات رئيسية: الحرب في غزة، والرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، ونظام الرسوم الجمركية الجديد الذي فرضته الإدارة الأميركية على السلع الإسرائيلية.
NOW - Trump pulls out the chair for Israel's Netanyahu.pic.twitter.com/9vb3x12mRz
— Disclose.tv (@disclosetv) April 7, 2025
ورغم الأجواء الإيجابية التي سادت لحظة الاستقبال، أعلن البيت الأبيض قبيل اللقاء عن إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقرراً عقب المحادثات، من دون أن يوضح الأسباب، ما فتح باب التكهنات حول وجود تباينات أو تحفظات بشأن بعض الملفات الحساسة المطروحة على طاولة النقاش.
وكان نتنياهو قد صرّح يوم الأحد قبل مغادرته إلى واشنطن، أنه يأمل في أن يوافق ترامب على إعفاء إسرائيل من الرسوم الجمركية الجديدة التي تفرضها الولايات المتحدة على الواردات من عدة دول، بينها إسرائيل، والتي تصل نسبتها إلى 17%. وقال في بيان إن "المحادثات ستتناول قضية الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة منذ 18 شهرًا، والسعي لتحقيق النصر في الحرب، إضافة إلى موضوع الرسوم".
تأتي هذه الزيارة في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد، أبرزها الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما لا تزال إسرائيل تعاني من تبعات عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس.
وتواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة في ظل استمرار احتجاز عدد من الإسرائيليين في غزة، بالتوازي مع تصاعد الانتقادات الدولية بشأن الكلفة الإنسانية للعدوان الإسرائيلي، خصوصًا في ظل التقارير الأممية التي تحذّر من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر.
أما على المستوى الاقتصادي، فقد أثارت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في وقت سابق من هذا العام جدلًا واسعًا داخل إسرائيل، خاصة في أوساط رجال الأعمال والقطاع التصديري، حيث يرى كثيرون أن القرار يُضعف تنافسية المنتجات الإسرائيلية في السوق الأميركية.
وبينما يؤكد نتنياهو على "العلاقة الخاصة" التي تربطه بترامب، فإن مراقبين يرون أن الملفات المطروحة، وعلى رأسها التباينات في الرؤى بشأن الحرب في غزة، قد تُلقي بظلالها على نتائج الزيارة.