أفادت وكالة "رويترز" عن تصريحات قادة جماعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران، أكدوا خلالها أن الحرس الثوري الإيراني منحهم موافقته على اتخاذ "أي قرارات ضرورية" لتجنب الانجرار إلى صراع مدمر مع الولايات المتحدة وإسرائيل. يأتي هذا في وقت حساس، حيث تشير الأوضاع الراهنة إلى تصاعد التوترات في المنطقة، ومع اقتراب احتمالية وقوع صدامات عسكرية قد يكون لها تداعيات بعيدة المدى.
وفقاً للمصادر، فإن هذه الجماعات المسلحة، والتي تضم فصائل مثل "كتائب حزب الله"، "النجباء"، "كتائب سيد الشهداء" و"أنصار الله الأوفياء"، كانت تتفاوض مع الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حول مسألة نزع سلاحها. وكشفت الوكالة أن هذه الجماعات لا تصر على الاستمرار في العمل المسلح بنفس شكلها الحالي، مما يشير إلى انفتاحها على تسوية سياسية تساهم في تهدئة الأوضاع.
ويبدو أن قرار نزع السلاح من قبل هذه الفصائل يأتي في إطار محاولة تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة بعد تحذيرات أميركية شديدة اللهجة لبغداد. وحذرت الولايات المتحدة في وقت سابق من أن إذا لم تنزع هذه الجماعات سلاحها، فقد تكون عرضة لعمليات قصف أميركية تستهدف مواقعها في العراق.
وكانت الحكومة العراقية قد وجهت تحذيرات واضحة لهذه الجماعات بأنها قد تتعرض لقصف أميركي إذا لم تلتزم بنزع السلاح. وفيما يتعلق بالتأثير الإيراني، ذكر قادة الجماعات المسلحة أنهم تلقوا دعماً ضمنياً من الحرس الثوري الإيراني في اتخاذ قرارات تهدف إلى تجنب التصعيد العسكري مع الولايات المتحدة.
من جهتها، أكد بعض قادة الجماعات المسلحة في العراق أنهم على دراية تامة بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لنقل الصراع إلى "مستويات أسوأ" وأنهم يسعون جاهدين لتجنب هذا السيناريو الخطير.
تعتبر هذه التطورات جزءاً من محادثات مستمرة بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة المدعومة من إيران التي تهيمن على جزء كبير من النفوذ العسكري في العراق، والتهديدات الأميركية تخلق ضغطاً هائلًا على الحكومة العراقية للعمل على نزع سلاح هذه الجماعات.
هذه المحادثات تجرى في ظل تحول في استراتيجيات بعض الجماعات العراقية المسلحة التي كانت قد تصدت سابقاً للضغوط الأميركية، إلا أن تصاعد التوترات مع واشنطن قد يدفعها في النهاية إلى اتخاذ خطوات للتهدئة.
الـــمــــزيــــــــــد
