اقليمي ودولي

الحرة
الاثنين 07 نيسان 2025 - 07:41 الحرة
الحرة

من آسيا إلى وول ستريت... العاصفة الاقتصادية بدأت!

من آسيا إلى وول ستريت... العاصفة الاقتصادية بدأت!

شهدت أسواق المال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الإثنين، انهيارات حادة في بداية تعاملات الأسبوع، متأثرة بتصعيد غير مسبوق في الحرب التجارية العالمية.


يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على جميع الشركاء التجاريين تقريبًا، وسط تحذيرات من تأثيرات سلبية واسعة على الاقتصاد العالمي.


وقد سارع مسؤولو إدارة ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى الدفاع عن هذه الإجراءات، بعد أن سجلت مؤشرات "وول ستريت" الأميركية خسائر كبيرة، استمرت حتى إغلاق الأسواق، الجمعة.


وسرعان ما تصاعد التوتر، بعدما أعلنت الصين مساء الجمعة عن رسوم انتقامية بنسبة 34% على السلع الأميركية.


في اليابان، تراجع مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 8% عند الافتتاح، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ تشرين الأول 2023، في حين خسر مؤشر ASX200 الأسترالي أكثر من 6%، وانخفض مؤشر KOSPI الكوري الجنوبي بما يزيد على 5%.


أما في هونغ كونغ، فقد افتتح مؤشر "هانغ سينغ" على تراجع كبير بنسبة 9%، فيما هوت مؤشرات شنغهاي وشنتشن بنسبة 5.5% و7.5% على التوالي، على الرغم من حملة دعائية أطلقتها وسائل إعلام صينية رسمية لطمأنة الأسواق بأن "السماء لن تسقط".


في كوريا الجنوبية، تراجعت أسهم عمالقة الصناعة بشكل ملحوظ؛ حيث انخفض سهم شركة سامسونغ للإلكترونيات بنحو 4%، وسهم شركة هيونداي موتور بنسبة قاربت 5%. وقد أعلنت الحكومة الكورية عن خطة لدعم قطاع السيارات بقيمة 2 مليار دولار لتخفيف آثار رسوم ترامب البالغة 25% على السيارات الأجنبية.


أما تايوان، التي تُعد من أكبر منتجي أشباه الموصلات عالميًا، فقد سجلت أكبر انخفاض يومي في تاريخها بنسبة 9.8%. وتم تعليق التداول على أسهم شركة TSMC، أكبر مصنع للرقائق الإلكترونية، بعد أن وصلت خسائرها الحد الأقصى المسموح به وهو 10%.


ورغم الخسائر، أكد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي أنه لا يخطط للرد بالمثل، مشددًا على أن استراتيجيته ترتكز على "تعزيز الاقتصاد الأميركي" كجزء من مستقبل تايوان الاقتصادي، معترفًا في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك بأن "كل خطوة إلى الأمام ستكون صعبة".


وعبّر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي عن قلقه من تداعيات الرسوم على التجارة والاقتصاد العالمي، قائلًا خلال حملته الانتخابية: "نشهد تأثيرًا سلبيًا ملحوظًا على الأسواق، وبعض الرسوم المفروضة على آسيا مرتفعة جدًا".


أما الولايات المتحدة، فقد واصلت أسواقها الانخفاض عقب إعلان الصين إجراءاتها الانتقامية، حيث هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 6%، وخسر مؤشر داو جونز 5.5% يوم الجمعة. وبلغ إجمالي تراجع الأسواق الأميركية نحو 9% في يومين فقط.


ويواجه الاقتصاد الصيني ضغوطًا كبيرة، حيث قد تؤدي هذه "الحرب" التجارية إلى خصم ما يصل إلى 2.5 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لتقديرات محللين.


ويرى خبراء أن الأثر الحالي يفوق ما حدث في حرب الرسوم الأولى عامي 2018–2019، نظرًا لامتداد الرسوم هذه المرة إلى دول متعددة، ما يصعّب على الشركات الصينية إعادة توجيه صادراتها أو إيجاد مشترين بديلين.


وقال روبن شينغ، كبير الاقتصاديين في شؤون الصين لدى مورغان ستانلي لصحيفة واشنطن بوست إن "الأثر الاقتصادي هذه المرة قد يتجاوز أزمة 2018–2019 بسبب شدة الرسوم، وضعف مرونة سلاسل التوريد، وتباطؤ التجارة العالمية."

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة